247

الشمال ( في سموم وحميم* وظل من يحموم ) (1)، وهؤلاء إنما يتعذبون في دار أخرى هي من جنس النشأتين الأوليين ، خلقت بالعرض لا بالذات ، كما يأتي تحقيقه. بخلاف الأولين فإن السابقين يتنعمون أينما كانوا ، وأصحاب اليمين يتنعمون في دارهم المختصة بهم.

وقد يطلق الغيب والملكوت على ما يشمل الأوليين ، والجبروت على صفات الله وأسمائه ، ويقيد الملكوت بالأعلى والأسفل.

ولنفصل هذا الإجمال تفصيلا بليغا ، ثم لنبرهن على النشآت ، ومن الله التأييد.

* وصل

أما النشأة العقلية فهي نشأة الحياة الحقيقية ، والبقاء الأبدي ، والخير المحض ، والنور الصرف ، والظهور التام ، والإدراك البحت ، أهلها كلهم علماء حضور بعضهم لدى بعض ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) (2)، ينظر إليهم ، وينظرون إليه ، بعيون القلب ، وهم الملائكة المقربون ، وأهل السعادة الحقيقية الكاملة ، من الناس ( الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) (3)، لا غيبة هناك ، ولا فقد أصلا بوجه من الوجوه ، وهي نشأة وحدانية لكل ما له ماهية نوعية ، وفيها ترجع الأشياء كلها

مخ ۲۶۷