233

ثبات واتصال ، وله أيضا تجدد وانقضاء ، فكأنه شيء بين صرافة القوة ، ومحوضة الفعل ، فمن جهة وجوده ودوامه يحتاج إلى فاعل حافظ ، ومن جهة حدوثه وتصرمه يحتاج إلى قابل يقبل إمكانه ، وقوة وجوده ، فلا محالة يكون جسما ، أو جسمانيا.

وأيضا له وحدة اتصالية ، وكثرة تجددية ، فمن جهة كونه أمرا واحدا يجب أن يكون له فاعل واحد ، وقابل واحد ؛ إذ الصفة الواحدة يستحيل أن تكون إلا لموصوف واحد ، من فاعل واحد ، ومن جهة كونه ذا حدوث وتجدد وانقضاء وتصرم ، ففاعله القريب المباشر له يجب أن يكون له تجدد وتصرم ، وكذا قابله يجب أن يكون مما يلحقه أكوان تجددية على نعت الاتصال والوحدة ، ففاعله على الإطلاق لا بد وأن يكون أمرا ذا اعتبارين ، وله جهتان ، جهة وحدة عقلية ، وجهة كثرة تجددية.

فبجهة وحدته يفعل الزمان بهويته الاتصالية ، ونسبته إلى أجزائه المتقدمة والمتأخرة نسبة واحدة ، ويفعله وما معه فعلا واحدا ، وهو علة حدوثه وعلة بقائه معا ؛ إذ الشيء التدريجي الغير القار بقاؤه عين حدوثه.

وبجهة تجدده ينفعل تارة عنه ، ويفعل أخرى ، بحسب هويات أبعاضه المخصوصة ، كذا أفاد أستاذنا (1).

مخ ۲۵۳