211

في الحركة والسكون

* (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) (1)

* أصل

كل ما له جهتا قوة وفعل ، فله من حيث كونه بالقوة أن يخرج إلى الفعل بغيره ، وإلا لم تكن القوة قوة.

وهذا الخروج إما بالتدريج ، أو دفعة ، والأول معنى الحركة ، ويقابله السكون تقابل العدم والملكة.

ثم الحركة لكونها صفة لا بد لها من قابل ، ولكونها حادثة ، بل حدوثا ، لا بد لها من فاعل ، ولا بد من أن يكونا متغايرين ؛ لاستحالة كون الشيء فاعلا وقابلا ، فعلا وقبولا تجدديين ، وكون معطي الكمال قاصرا عنه ، فالمحرك لا يحرك نفسه ، بل شيئا لا يكون في نفسه متحركا ، لتكون حركته بالقوة ، فقابل الحركة أمر بالقوة ، وفاعلها أمر بالفعل ، إما من هذه الجهة ، وإما من كل جهة ، ولا محالة منتهى جهات الفعل إلى ما هو بالفعل من كل وجه ؛ دفعا للدور ، والتسلسل.

كما أن جهات القوة ترجع إلى أمر بالقوة من كل وجه ، إلا كونه بالقوة ؛ دفعا لهما.

مخ ۲۳۱