157

* وصل

الأعراض تابعة للجواهر ، قائمة بها ، والجواهر إما فعالة غير منفعلة ، وهي العقول ، أو منفعلة غير فعالة ، وهي الأجسام بما هي أجسام ، أو فعالة منفعلة تنفعل من العقول وتفعل في الأجسام ، وهي النفوس والطبائع.

وهذه الأقسام يقضي العقل بإمكانها ، وأما إثبات وجودها فيحتاج إلى برهان.

نعم ، الأجسام معلومة الوجود بإعانة الحس ، وأما البواقي فتدل عليها حركات الأجسام ، وغير ذلك.

ونحن الآن بصدد إثبات كل منها بالبرهان بقول كلي يتضمن بيان حقيقته ، ولنبدأ بالجوهر ، ثم الجسم الخارجي ، ثم جزئيه الصوري والمادي ، ثم الطبيعة ، ثم العقل ، ثم النفس، ثم الجسم المثالي ، ثم العرض ، ثم المقولات التسع. فاسمع :

* أصل

لا شك في أنا نشاهد من الموجودات المحسوسة شيئا ، فذلك الشيء إما أن يكون قائما بذاته غير مضطر إلى حامل يحمله ، أو لا يكون كذلك.

فإن كان الأول فهو الجوهر ؛ إذ لا نعني به إلا ما يكون قائما بنفسه ، أي غنيا عن موضوع يحمله ، وإن كان غير قائم الذات ، بل يفتقر إلى ما يحمله ، فذلك الحامل لا بد وأن يكون قائما بالذات ، أو ينتهي إلى قائم بالذات ، دفعا للتسلسل.

مخ ۱۷۷