فإن الأول إنما يصدق بالحمل الذاتي الأولي ، المسمى ب «هو هو» ، وهو ما يكون الموضوع فيه عين المحمول.
والثاني إنما يصدق بالحمل المتعارف المسمى ب «ذو هو» ، وهو ما يكون الموضوع فيه من أفراد المحمول وجزئياته ، وباختلاف الكم والجهة في المحصورة والموجبة على الوجه المقرر.
وهذا التقابل إنما يتحقق في الذهن دون الخارج ، لاعتبارية أحد الطرفين فيه ، ويستحيل فيه الواسطة ، واجتماع الطرفين ، صدقا وكذبا ، إلا في المعدوم.
ومنها : ما يكون بالملكة والعدم ، والأول مأخوذا باعتبار خصوصية ما ، كالبصر والعمى.
ومنها : ما يكون بالتضاد ، كالبياض والسواد ، وإنما يكون في الأنواع المندرجة تحت جنس قريب ، دون الأجناس ، كما علم بالاستقراء.
ويتعاكس هو وما قبله عموما وخصوصا ، في الحقيقي والمشهوري ، لاشتراط غاية الخلاف في حقيقي التضاد ، والقبول بحسب الشخص في مشهوري العدم.
ومنها : ما يكون بالتضايف ، بأن يعقل أحدهما بالقياس إلى الآخر ، كالأبوة والبنوة ، ولا يجتمعان في شيء واحد ، من جهة واحدة ، ويشترط فيه ، وفيما قبله ، أن يكون الطرفان وجوديين ، والمضاف الحقيقي هو الإضافة ، وأما المحمول عليه والمركب منهما فهو المشهوري ، وكذا في كل مشتق ، واندراجه تحت التقابل إنما هو بحسب المفهوم وأعميته منه باعتبار ما يصدق عليه ، فلا محذور.
مخ ۱۴۱