أن يوحي الأمر، تكلم بالوحي، أخذت السموات منه رجفة، -أو قال: رعدة- شديدة، خوفًا من الله تعالى، فإذا سمع ذلك أهل السموات، صعقوا، وخروا سجدًا لله، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، ﵊، فيكلمه ﷿ من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلى الكبير".
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ أحدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ﴾ ٢.
وقال تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ ٣، المسموع دائمًا الحروف والأصوات، لا المعاني، والإشارة بالمثل إلى شيء حاضر، فلو كان كلام الله معنى قائمًا في النفس، كما قالت الأشعرية، لم تصح الإشارة إليه، وما روي عنه، ﷺ، أنه قال: "من قرأ القرآن، فأعربه، فله بكل حرف منه عشر٤ حسنات" ٥. الحديث، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي يطول ذكرها، وسيأتي بعضها.
_________
١ رواه ابن جرير الطبري في: تفسير: "٩١/٢٢"، وابن خريمة في: التوحيد: "صـ ١٤٤"، والبيهقي في: الأسماء والصفات: "٢٠٣/١"، وابن كثير في: تفسيره: "٥٥١/٥"، عن ابن أبي حاتم، كلهم عن النواس بن سمعان متصلًا.
وقد سبق طرفه موقوفًا عن ابن مسعود عند البخاري.
٢ التوبة: الآية ٦.
٣ وتمامها: ﴿وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيْرًا﴾ [الإسراء: الآية ٨٨]
٤ في الأصل: "خمسوان حسنة"، أي خمسون، وهو خطأ إذا ليس فيما ورد من أحاديث ثواب قراءة القرآن ذلك اللفظ.
٥ رواه الطبراني في: الأوسط، وفيه نهشل، وهو متروك، انظر: مجمع الزوائد: "١٦٣/٧"، غير أن له شواهد، كحديث ابن مسعود ﵁ مرفوعًا: "من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.." رواه الترمذي: "١٧٥/٥"، ورجاله رجال الصحيحين عدا الضحاك بن عثمان، فإنه من رجال مسلم.
ورواه البخاري في: التاريخ، انظر: الفتح الكبير: "٢٢٦/٣"، وروى الدارمي نحوه موقوفًا، ومثله لا مدخل للناس فيه، فحكمه حكم المرفوع، انظر: سنن الدارمي: "٤٢٩/٢".
1 / 71