وقال عمر بن العزيز١، لرجل سأله عن شيء من الأهواء، فقال: "الزم دين الصبيان في الكُتَّاب؛ والأعراب، والْهَ٢ عما سوى ذلك".
قال ابن عيينة: "كل ما وصف الله به نفسه في كتابه، فتفسيره تلاوته، والسكوت عنه"٤.
قال بعض السلف٥: "قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم".
فقد قال الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى: "آمنت بالله، وبما جاء عن الله، وعلى مراد الله، وآمنت برسول الله ﷺ، وبماء جاء به رسول الله ﷺ، وعلى مراد رسول الله ﷺ"، نقله عنه الإمام أبو الحسن اللبوذي الحنبلي٦ في كتابه: اللمع في السنن والبدع، قال بعد: وعلى هذا درج أئمة السلف.
وسيأتي في التمة الخامسة، ذكر كلام الشيخ الأشعري، وأنه موافق
_________
١ عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي، أبو حفص، الخليفة الصالح: ولد بالمدينة سنة ٦١هـ، ونشأ بها، وولي إمارتها للوليد، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة ٩٩هـ، فمنع سب علي بن أبي طالب، توفي سنة ١٠١هـ، بدمشق، الأعلام: "٥٠/٥".
٢ الْهُ: فعل أمر، من اللهو، أي: كن لاهيًا عما سوى ذلك، غير متلفت إليه كلية.
٣ سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد، محدث الحرم المكي، ولد بالكوفة سنة ١٠٧هـ، سكن مكة، وتوفي بها سنة ١٩٨هـ، وكان حافظًا ثقة، واسع العلم، كبير القدر، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز، وحج سبعين سنة، له "الجامع" في الحديث، وكتاب في التفسير، الأعلام: "١٠٤/٣".
٤ رواه البيهقي في: الهداية والاعتقاد: "صـ ٧٢" بلفظ: من نفسه، وفي طبقات الحنابلة: "٢٠٢/١"، والغنية: "٥١/١".
٥ هو الإمام أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي صاحب العقيدة الطحاوية، وهذا النص فيها بلفظ: ظهر التسليم.
٦ هكذا في الأصل، ولم نقف له على ترجمة، ولم نقف على رجل هذا اسمه، قد يكون في "اللبوذي" تصحيفًا، ولعله "الزاغوني"، والله أعلم.
1 / 62