جواب في الاستواء١.
كما اشتهر من جواب أبي٢ علي الحسين بن الفضل٣ البجلي٤، عن الاستواء، فقال: "لا نعرف أنباء الغيب إلا ما كشف لنا، وقد علمنا جل ذكره: أنه استوى على عرشه، لم يخبر كيف استوى، ومن اعتقد أن الله مفتقر للعرش، أو لغيره من المخلوقات، أو أن استواءه على العرش، كاستواء المخلوقات على كرسيه، فهو ضالٌّ مبتدع، فكان الله ولا زمان ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان".
ومنها: نزول الرب ﷾ كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه بنزول المخلوقين، ولا تمثيل، ولا تكييف، بل يثبت٥ الحنابلة ما أثبته رسول الله ﷺ، ويُمِرُّون الخبر الصحيح٦ الوراد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله تعالى٧.
_________
=تزوحها في السنة الرابعة للهجرة، وكانت من أكمل النساء عقلًا وخلقًا، وكانت كاتبة ذات رأي، وهي قديمة الإسلام، وعمرت طويلًا، فقد توفيت سنة ٦٢هـ، وهذا اختيار الزركلي، الأعلام: "٩٧/٨".
١ رواه أبو القاسم اللالكائي فى: كتاب السنة من طريق الحسن البصري عن أم سلمة أنها قالت: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر" ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني فى: فتح الباري: "٤٠٦/١٣"ط. السلفية، وانظر كامل إيراده للبحث الماتع: "٤٠٥/١٣-٤٠٨".
٢ في الأصل: "ابن".
٣ في الأصل: الفضلي، وهو سبق قلم من الناسخ.
٤ الحسين بن الفضل بن عُمير البجلي، مفسر معمر، كان رأسًا في معاني القرآن، أصله من الكوفة، وانتقل إلى نيسابور، وأنزله واليها عبد الله بن طاهر في دار اشتراها له سنة ٢١٧ هـ، فأقام فيها يعلم الناس ٦٥ سنة، وكان قبره فيها معروف، الأعلام: "٢٥٢/٢".
٥ في الأصل: "يثبتون".
٦ فلا بد من كون الحديث صحيحًا، ليكون حجة في الصفات، وإن كان آحادًا، فالآحاد عندنا حجة في الأحكام والعقائد، انظر: مختصر التحرير: "صـ ٤٤".
٧ انظر: اعتقاد الإمام أحمد: "٣٠٧/٢"، طبقات الحنابلة، معتقد الإمام أحمد: "٢٤١/١، ٢٤٢"، طبقات الحنابلة، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٤٨"، الغنية: "٥٠/١"، لمعة الاعتقاد: "صـ ٥، ٧"، شرح الطحاوية: "صـ ٢٣٩".
1 / 60