عارف بما يؤول إليه الحال من أخذها ممن أخذت منه جهارا على أظهر الحالات وذلك عين القصد لإبانة نقصه وكمال من أخذها ليقرأها بنية إخلاصه ويقينه وبراعة تبيينه وشجاعة قلبه وحماسة دينه ومن ذلك غزاة حنين وقول الأول لن نغلب اليوم من قلة فهزم أصحاب رسول الله ص وكانوا اثني عشر ألفا عدا أمير المؤمنين (ع) والعباس بن عبد المطلب في آخرين قليلين لم يكن القائل منهم هذا المعنى من قوله منقول من كتاب المفضل بن سلمة في تفسير القرآن وإذا اعتبرت هذه القصة عجبت مما تضمنته وحوته من كون من أشار إليه لم يعرف له يوم في جهاد فرق فيه الكتائب وأردى فيه المقاتب وقتل فيه الأقران واصطلم فيه الشجعان وما اكتفى بذلك حتى كان بكلمته مع أعداء الله ألبا على الإسلام عظيما وخطبا جسيما لو لا ما أيد الله تعالى به الإسلام من السيوف الهاشمية والمقامات العلية العلوية ومن شركها في بعض معانيها والفضل لمن كان في خيل الجلاد في هواديها مصطلما مهج الكماية كاشفا غيابات الملمات
شديد مضاء البأس يغني لقاؤه
إذا زحموه بالقنا والقنابل
ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة قاف روى بإسناده عن واصل عن أبي وائل قال ولما كان أبو بكر يقبض قالت عائشة
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر يا بنية لا تقولي ذلك ولكنه كما قال الله تعالى وجاءت سكرة الحق بالموت
مخ ۸