بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
8-11
نحو 6
نعم
مدة انتقال العدوى هي أهم ما في هذه المعالم المتغيرة لأنها أقصى مدة زمنية يمكن أن ينتقل المرض خلالها من شخص إلى آخر. جميعنا تساءلنا لدى إصابتنا بنزلة برد شديدة وشعورنا بالأسى على أنفسنا، عن المدة التي نظل خلالها ناقلين للعدوى. يكشف الجدول أن قصة آلية عمل الأمراض المعدية أكثر تعقيدا مما افترضنا حتى يومنا هذا؛ إذ يختلف طول مدة العدوى اختلافا كبيرا بين الأمراض. الإنفلونزا مثال مثير للاهتمام بشكل خاص؛ فهناك ثلاثة أيام فقط كحد أقصى يمكن أن ينتقل المرض خلالها إلى الآخرين، ولجزء من هذه الفترة، يكون الضحية شديد الاعتلال فلا يقوى على أن يغادر الفراش. من ثم ما كان وباء الإنفلونزا لينتشر عبر مسافات بعيدة في الأيام التي كان يقتصر فيها سفر معظم الأشخاص على الانتقال سيرا على الأقدام. يختلف الموقف اليوم اختلافا تاما مع توفر السفر الجوي.
في العديد من أمراض الطفولة الشائعة - مثل الحصبة، والحصبة الألمانية، والجديري المائي - تكون فترة الكمون أقصر من فترة الحضانة؛ ومن ثم تصبح الضحية معدية قبل ظهور الأعراض. هذه الأمراض بالأخص يصعب التغلب عليها؛ فالطفل الذي يبدو معافى يمكنه أن ينقل العدوى إلى أطفال آخرين كثيرين في المدرسة، والعزل في الحجر الصحي بعد ظهور الأعراض محدود النفع.
وعلى النقيض من ذلك، فإن فترة حضانة كل من الدفتيريا والسعال الديكي قصيرة للغاية؛ فالأعراض تظهر بعد وقت قصير من الإصابة، لكن لا تصير الضحية معدية إلا بعد مرور أسبوعين آخرين. من المفترض أنه يسهل التغلب على هذه الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، شريطة أن يتم تشخيصها في وقت مبكر، وعندئذ يعزل المريض. لعل هذا أنقذ حياة أحد مؤلفي هذا الكتاب، كريس دنكان، عندما كان - وهو طفل صغير إبان الحرب العالمية الثانية - في حالة إعياء هو وأخوه الأصغر كولين، واحتجزا في الفراش في نفس الغرفة. كان كولين يعاني من التهاب حاد في الحلق، وكان طبيب العائلة يأتي كل يوم ليدهن حلقه بمطهر، وهي إحدى أكثر التجارب الكريهة بالنسبة لصبي صغير. أخيرا بعد بضعة أيام من العلاج (الذي كان غير مجد بالمرة) أدرك الطبيب أن كولين مصاب بالدفتيريا، وسرعان ما احتجز في مستشفى العزل. الأمر الذي أذهل العائلة أن كريس لم يصب بالدفتيريا مع أنه كان على احتكاك مع كولين في الوقت الذي كانت تظهر عليه أعراض المرض؛ فبفضل التشخيص المبكر الذي توصل إليه الطبيب، الذي عزل كولين قبل أن يصير معديا، لم ينقل كولين المرض إلى أي شخص آخر.
فيروس نقص المناعة البشرية هو مثال على مرض ذي فترة حضانة طويلة؛ مما يجعل من الصعب التغلب عليه. تستمر فترة الكمون لمدة تتراوح من أيام إلى أسابيع تقريبا، في حين أن فترة حضانة المرض، قبل ظهور أية أعراض، تبلغ نحو 10 سنوات. يمكن إرجاع جانب كبير من نجاحه إلى هذه المدة الزمنية الطويلة جدا عندما تكون الضحية معدية. والمرض الأكثر إثارة للذهول هو الصورة الجديدة لمرض كروتزفيلد جاكوب (المعروف باسم مرض «جنون البقر» البشري)، الذي أودى بحياة 100 شخص منذ عام 1996 - إذ تزيد فترة حضانة هذا المرض عن 40 عاما.
يتبين مما تقدم أن كل مرض له فترتا الكمون والعدوى المميزتان له، وهما اللتان تحددان مسار الأحداث إبان الوباء. هل من الممكن تحديد هذه المتغيرات بالنسبة للطاعون، حتى مع توافر معلومات قليلة الآن للاستفادة منها؟ بادئ ذي بدء، فإننا نحتاج إلى المزيد من المعلومات حول سلوك الأمراض التي تنقل العدوى مباشرة، والأساس العلمي لها، وأسباب انتشارها. (3) كيف ينتشر مرض ما؟
ليست جميع الأمراض معدية بنفس القدر. أخبرنا صديق محنك أنه علم طلابه هذه الحقيقة الأساسية بمثل بسيط: إذا ذهبت إلى حفلة وأنت مصاب بالجدري، فسوف تنتقل العدوى إلى الأفراد الذين يرقصون معك ، على أنه إذا ذهبت وأنت مصاب بالحصبة، فإن جميع من بالقاعة سوف يصاب بالعدوى.
يقودنا هذا إلى سؤال: هل بمقدورك قياس العدوى؟ أحد المقاييس النافعة يتمثل في متوسط عدد الأشخاص الذين ينقل المصاب العدوى إليهم إبان فترة المرض. يمكن توضيح هذا بقصة: تخيل رجلا سافر إلى لندن إبان طاعون من الطواعين الكثيرة التي كانت مستشرية في القرن السابع عشر وأصيب بالطاعون، بعدما أنهى أعماله، عاد بتمهل إلى القرية مسقط رأسه، التي تبعد 185 ميلا (300 كيلومتر)، جالبا العدوى معه دون أن يدري. لدى وصوله إلى منزله، بدا ظاهريا أنه يتمتع بوافر الصحة لأن المرض لا يزال في فترة حضانته. نظرا لأنه المصاب الذي وصل أولا إلى المجتمع الصغير، يطلق عليه الحالة «الأولى» وتظهر قصته في المخطط التالي:
ناپیژندل شوی مخ