بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
لطالما ناقش كثير من العلماء الوباء المدمر الذي ضرب أثينا عام 430 قبل الميلاد، ومع ذلك يظل الوباء أحد الألغاز الطبية الكبيرة في العصور القديمة.
كانت حضارة أثينا في أوج مجدها حينذاك، إلا أنها كانت تصب جام تركيزها على سلسلة كبيرة من الحروب مع إسبرطة - الحرب البيلوبونيسية - التي كانت صراعا على الأرض وصراعا أيديولوجيا دام ما بين عامي 431 و404 قبل الميلاد. كانت أثينا تنادي بالديمقراطية من جانب، وعلى الجانب الآخر كانت إسبرطة، المعروفة بحكم الأقلية الذي حصر الامتيازات على بضعة أفراد. في عام 443 قبل الميلاد ظهر بريكليس قائدا سياسيا وعسكريا وثقافيا لأثينا، وقد أصبح مهندس استراتيجياتها العسكرية .
ظهرت حالات الطاعون الأولى في بيريوس التي كانت ميناء ومحطة لكثير من المسافرين والتجار الذين جلبوا المرض من الخارج. سرعان ما انتشر المرض إلى علياء المدينة حيث لقيت عائلات بأكملها حتفها، وكان معدل الوفيات بين الأطباء وآخرين ممن كانوا مصاحبين للمرضى مرتفعة بدرجة واضحة .
كان ثوسيديديس كاتبا أثينيا من الطبقة العليا، أصيب بالطاعون وتعافى، ويذيع صيته الآن بسبب الكتاب الذي ألفه، وهو بعنوان: «تاريخ الحرب البيلوبونيسية». خط بعدها رواية شاهد عيان بالغة القيمة عن تلك الأيام المرعبة، وكان غرضه الواضح أن يقدم وصفا دقيقا للمرض حتى يمكن التعرف عليه إذا عاود الظهور مرة أخرى.
يروي ثوسيديديس أن الأفراد كانوا يشكون فجأة من آلام حادة في الرأس وتلتهب أعينهم ثم يبدءون في السعال دما. كان يعقب هذا سعال وعطس وآلام في الصدر، ثم تقلصات في المعدة، وقيء وإسهال شديدان وظمأ لا يروى. كان الجلد يحمر، وتطفح عليه بثور صغيرة وتقيحات مفتوحة، كما كان الضحايا يعانون من حمى شديدة ولم يكونوا يتحملون الغطاء، مؤثرين أن يظلوا عراة. ولما أضناهم الظمأ، انتابتهم رغبة عارمة في الإلقاء بأنفسهم في المياه الباردة، وقفز كثيرون في صهاريج المياه العمومية. معظمهم فقد صوابه، ومات في اليوم السابع أو الثامن من بدء هذه الأعراض. ومن بين الذين تعافوا، فقد كثيرون أطرافهم أو ذاكرتهم أو بصرهم.
كان الأثينيون على دراية تامة بأن المرض معد؛ فقد تحاشى الأصحاء المرضى، ولم يقيموا شعائر الدفن المعهودة للعائلة والأصدقاء، وتركت أجساد الموتى في الشوارع والمعابد.
يشبه وصف ثوسيديديس بشكل ملحوظ روايات شهود عيان الموت الأسود، وهي قطعا ليست أوصاف الطاعون الدبلي، ولا أي مرض آخر من أمراض اليوم. من المحتمل أن هذه كانت موجة تفش مبكرة لشكل من أشكال الطاعون النزفي.
نظرا لأن بريكليس كان يخشى هجمات الإسبرطيين، فإنه أمر الناس في الريف المحيط بأن ينتقلوا إلى داخل جدران المدينة الحصينة. احتشد هؤلاء الناس بداخل مدينة مكتظة بالفعل بعدد كبير من السكان، ولم يكن لهم مكان للعيش. كان الصيف حارا، وكانت المدينة تحت الحصار، وهي ظروف مثالية لانتشار العدوى.
واصل المرض زحفه بمعدل منخفض طوال عام 429 قبل الميلاد - عندما لقي بريكليس حتفه منه - ثم عاد بقوة في صيف عام 428 قبل الميلاد، خلال حصار آخر من الإسبرطيين. خمد المرض منذ شتاء عام 428 قبل الميلاد حتى صيف عام 427 قبل الميلاد، إلا أنه عاود التفشي مرة أخرى وأخيرة في خريف ذلك العام. (5) طاعون جستينيان في القرن السادس الميلادي
وفقا لما جاء عن المؤرخ بروكوبيوس، فقد بدأ طاعون جستينيان بالقرب من إثيوبيا، ثم انتقل إلى جنوب وادي النيل سنة 541 ميلاديا، قاطعا الطريق إلى ميناء الفرما على البحر المتوسط في مصر، ومن هناك اندفع بقوة عبر مصر باتجاه الشمال إلى سوريا وفلسطين. وحينئذ «بدا أنه انتشر في كل أنحاء العالم [المعروف]، وكانت هذه الكارثة هائلة جدا، لدرجة أن الجنس البشري بدا على حافة الاندثار.» اتبع الطاعون في المقام الأول طرق التجارة على الأرجح، التي من الواضح أنها وفرت سبلا «لتبادل العدوى بالإضافة إلى البضائع.»
ناپیژندل شوی مخ