بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
يحتمل أن أسلافنا من فصيلة القردة العليا التي تضم الإنسان الحديث قد ظهروا في شرق أفريقيا الوسطى، وأن مهد تطور الإنسان كان في «الوادي المتصدع الكبير» (أخدود أفريقيا العظيم) الذي يمتد مما يعرف الآن بموزمبيق إلى إثيوبيا شمالا حتى البحر الأسود. وكان قد عثر على بقايا حفرية لقرد منقرض من أشباه البشر يعرف بالأسترالوبيثكس في شرق أفريقيا، وبالأخص في إثيوبيا وكينيا. وأغلب الظن أن جنس الهومو تطور من الأسترالوبيثكس، وعندئذ انتشر الهومو إيريكتوس (الإنسان المنتصب) من أفريقيا تدريجيا، حيث راح يتحرك شمالا على طول «وادي النيل» أو الوادي المتصدع الكبير باتجاه أوروبا وآسيا.
أصول الطاعون النزفي في الوادي المتصدع العظيم. انتقل الطاعون على طول وادي النيل وأرسى قاعدته في بلاد الشام، ومن هناك حقق ثلاث ضربات تاريخية كبرى: طاعونا أثينا وجستينيان والموت الأسود.
تطور نوعنا نحن، الهومو سابيانس، من الهومو إيريكتوس في أفريقيا منذ فترة تتراوح ما بين 100 ألف سنة إلى 200 ألف سنة. وقد قدر له أن يستوطن كل قارات العالم باستثناء أنتاركتيكا، وفي الغالب بدأ بتتبع مجرى النيل شمالا باتجاه مصر وسوريا، ومنهما تفرع شرقا نحو آسيا وغربا نحو أوروبا.
كان هؤلاء الأسلاف الأوائل من الصيادين وجامعي الطعام الذين تحولوا تدريجيا - منذ حوالي 10000 عام - إلى نمط حياة يعتمد على الزراعة على مساحات متباعدة. وقد كانوا يعانون الأمراض المعدية بنحو عشوائي، إلا أنهم كانوا في مأمن من الأوبئة الخطيرة التي لا تستوطن إلا في الأماكن التي تعيش فيها أعداد غفيرة من الأفراد معا.
أرجعت مجموعة من الكتابات التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد الطواعين إلى إثيوبيا. تذكر العديد من المصادر العربية استمرار الطاعون في هذه المنطقة الواقعة في شرق أفريقيا منذ القرن السابع الميلادي، وتشير إلى الكيفية التي انتشرت بها الأوبئة من خلال تجارة القوافل من هناك إلى السودان، ومنها إلى مصر وشمال أفريقيا.
أهي مجرد مصادفة محضة أن البشر وهذه الطواعين نشئوا على ما يبدو في نفس المنطقة من أفريقيا؟ يعتقد دبليو إتش ماكنيل الذي ألف كتاب «الطواعين والناس» عام 1997، أنها ليست مصادفة؛ فهو يشير إلى أن أفريقيا تأوي أكبر عدد من مسببات الأمراض للإنسان؛ وذلك ببساطة لأن هذا هو المكان الذي تطور فيه الإنسان وعاش فيه لأطول فترة من الزمن. (3) نشأة الطاعون النزفي من أفريقيا
إن معظم الأمراض التي ظهرت فجأة في القرن العشرين نشأت في الحيوانات؛ عادة الثدييات أو الطيور. قد نرجح على سبيل التجريب السيناريو التالي: في البدء أصاب الطاعون النزفي رئيسيات أخرى، لكن بنحو غير مدمر، وإلا لماتت كافة عوائله. في الغالب لم تتأثر الرئيسيات من الناحية الظاهرية، ولربما كانت العدوى تنتقل إلى أسلافنا من فصيلة القردة العليا من حين إلى آخر، ولربما قد تسبب في موتهم وربما لم تفعل. في جميع الأحوال، ما كانت العدوى لتنتشر لمسافات بعيدة في هذه المجتمعات البدائية والمتفككة المشتتة من البشر الأوائل، وما كانت بضعة حالات وفاة لتخلف عواقب وخيمة. وكان الفيروس - الذي يتكاثر بثبات وهو في مأمن في مستودعه الحيواني - يظل بعيدا عن أي عوامل مؤثرة على الإطلاق، وكان يستمر في التكاثر بغزارة.
مع تطور البشر، زادت المسافات الفاصلة بينهم وبين العوائل من الحيوانات. وعندما غادرت مجموعات البشر أفريقيا لاستعمار أوروبا وآسيا وأخيرا لتؤسس الحضارات العظيمة والدويلات وما بينها من حركة مرور كثيفة، خلقت الأجواء المثالية لإرساء ونشر أوبئة مدمرة. ومن حسن حظهم أن مصادر الطاعون كانت في تلك الآونة على بعد مئات الأميال، ويفصلها عنهم البحر المتوسط الشاسع.
ومع ذلك، كانت هناك أوقات عديدة عبر التاريخ طال فيها الطاعون النزفي تلك الحضارات؛ إذ يفترض أن أفريقيا أو أكثر قد التقطوا عدوى من حيوان عائل ثم انتقل الفيروس عن طريق مصابين مسافرين عبر وادي النيل؛ فأرسى المرض لنفسه قاعدة في بلاد الشام، وعندئذ صار على بعد رحلة بحرية طويلة فحسب من مراكز الحضارات.
ومن ثم باتت المنطقة المحيطة بشرق المتوسط محورية تلعب دورا محوريا في قصتنا، فلعها كانت لمئات السنين بمنزلة مستنقع للعدوى الآتية من أفريقيا الشرقية أو أفريقيا الوسطى، ونقطة انطلاق لنقل العدوى المستمرة إلى الحضارات الغربية. (4) طاعون أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد
ناپیژندل شوی مخ