بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
جميع الحيوانات تعول طفيليات، وقد تطورت هذه الطفيليات بمعية عوائلها من الحيوانات على مدار مئات الآلاف من السنوات، وقد رسخت طريقة تمكنها من التعايش معا، وإن لم يكن تعايشا متناغما كليا، فإنها تتعايش دون أن تسبب كثيرا من الضرر بعضها لبعض. إلا أنه من حين إلى آخر تهرب الفيروسات أو البكتيريا الطفيلية من عوائلها الثديية الطبيعية لتنتقل إلى أنواع أخرى، بما فيها الإنسان. وهكذا تنشأ كثير من الأمراض التي تصيب الإنسان.
لا تنتقل عادة بعض هذه الأمراض - مثل داء لايم (الذي يكون فيه الحيوان العائل غزالا) والطاعون الدبلي (الذي يكون فيه الحيوان العائل حيوانا قارضا) - جراء انتقال العدوى من شخص إلى آخر؛ فانتشارها يعتمد بدرجة كبيرة على الحيوان وليس على الإنسان؛ ومن ثم تكون آليات العدوى أكثر تعقيدا مما لو كانت في الأمراض الفيروسية المعدية «ذات آليات العدوى البسيطة» مثل الحصبة أو الجديري المائي أو الجدري، والطاعون النزفي.
نشأت أمراض فيروسية أخرى - مثل الإيدز والإنفلونزا وإيبولا - في الحيوانات ثم أصابت الإنسان، والأهم من ذلك أنها يمكنها أن «تنتقل مباشرة من إنسان إلى آخر». يطرح هذا مشكلة أكثر جسامة؛ فهي في الغالب تكون مميتة، وحالما ترسخ في الإنسان، يكون انتشارها محكوما بنفس العوامل التي تحكم أي مرض معد آخر ينتقل انتقالا مباشرا، وفي الحال يصبح منشؤها الحيواني في طي النسيان، ويطلق عليها أمراضا فيروسية ناشئة. (4) تضييق دائرة المشتبه فيهم
هل بمقدورنا أن نخلص إلى تخمين مستنير بشأن ما إذا كان الطاعون النزفي بكتيريا أم فيروسا بناء على التحقيقات التي أجريناها؟ تشير خصائص المرض - الملخصة في الفصول السابقة - إلى أن العامل المسبب للمرض كان فيروسا. يدعم هذه الفرضية تلك الملاحظة التي مفادها أنه على ما يبدو كان هناك بين سكان أوروبا في العصور الوسطى انتخاب جيني قوي لصالح طفرة سي سي آر 5-دلتا 32، المعروفة بأنها تقي من فيروس نقص المناعة البشرية.
على ما يبدو أيضا فإن العامل المعدي كان ثابتا إلى حد بعيد؛ إذ يبدو أنه على مدار الثلاثمائة عام التي استشرت خلالها الطواعين - والتي أعقبت سنوات الموت الأسود - لم تتغير خصائص العامل المعدي إلا تغيرا طفيفا للغاية. ربما كانت هناك بعض الطفرات الصغيرة، إلا أن هذه كان لها قليل الأثر على المسار الزمني للمرض، وعلى قدرته على العدوى، وعلى أعراضه، وعلى قدرته على الفتك.
إن معظم التغيرات التي طرأت على نمط المرض منذ القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر يمكن تفسيرها على أنها تغيرات في السلوك البشري وعلم وراثة الإنسان، وليس على أنها أي تغيرات في الفيروس؛ ومن ثم، فإن الزيادة التدريجية في نسب طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 البشرية في أنحاء أوروبا رفعت من نسبة مقاومة الأفراد للمرض؛ ومن ثم غيرت معدل انتشار أوبئة الطاعون ومعدلات الوفيات جراءها.
ينتقل كثير من الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي مباشرة من شخص إلى آخر عن طريق العدوى الرذاذية. ويفسر المراسل الطبي لصحيفة التايمز دكتور توماس ستاتافورد العدوى الرذاذية بأنها مصطلح أقل وطأة يستخدمه الأطباء لوصف انتشار مرض ما عن طريق رذاذ اللعاب والإفرازات الأنفية المحملة بمزيج من الكائنات الحية الدقيقة والفيروسات والبكتيريا، والتي تنتشر مع كل سعلة أو عطسة، فالعطسة يمكن أن تنتج ملايين القطيرات التي يمكنها أن تنتقل لأي مسافة حتى 90 ميلا في الساعة (145كم في الساعة)، بل تنقل القبلات جرعات أكبر منها، أو عندما يعطس شخص مصاب في يده ثم يصافحك ثم تفرك أنت عينيك، فوقتها يمكن أن ينتقل الفيروس إلى أنفك وحلقك عن طريق قناتك الدمعية. نتذكر أنه كان يعتقد أن الطاعون النزفي ينتقل عن طريق العدوى الرذاذية، وكان يعتبر أنه من الآمن أن يبقى المرء على مسافة لا تقل عن (4 أمتار) بينه وبين الشخص المصاب في الأجواء المفتوحة.
يمكننا الآن أن نقارن الطاعون النزفي بمرضين فيروسيين آخرين، هما الإنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية، اللذان نشآ في مستودعات حيوانية قبل مهاجمة الإنسان. طورت الفيروسات المسئولة عن هذه الأمراض الثلاثة استراتيجيات مختلفة تماما لتعظيم فرصها في البقاء والانتشار. يلخص الجدول أدناه خصائصها الأساسية:
المرض
فترة انتقال العدوى
ناپیژندل شوی مخ