بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
معدل الوفيات الناجمة عن الطاعون الدبلي منخفض دائما؛ ومن ثم فإنه معدل غير كاف لأن يكون ذا تأثير كبير في رفع معدل حدوث أي طفرة وقائية.
لا تحدث طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 إلا بين الأفراد من ذوي الأصول الأوروبية، المنطقة الوحيدة التي اجتاحتها الطواعين. على النقيض من ذلك، لا تظهر الطفرة لدى شعوب شرق آسيا، ولا شعوب أفريقيا جنوب الصحراء، ولا لدى الهنود الحمر، وهي المناطق التي كان الطاعون الدبلي متفشيا فيها. وكلها أدلة إضافية - إن كنا بحاجة إلى المزيد من الأدلة - على أن الطاعون الدبلي ليس السبب وراء الموت الأسود. (3) أخيرا: تفسير مقاومة الطاعون
وهكذا ثمة سبب وجيه وراء اقتراح أن وباء الطاعون النزفي الفيروسي إبان الموت الأسود منح فجأة ميزة انتخابية قوية لتلك القلة القليلة المحظوظة من الأفراد الذين كانوا يملكون طفرة سي سي آر 5-دلتا 32، وبذلك رفع من معدل تكرارها بشدة. إلا أن هذا التفسير الشائع مبسط أكثر من اللازم؛ فوباء واحد مثل الموت الأسود لم يكن بمقدوره أن يكون له مثل هذا التأثير واسع النطاق طويل المدى، لكنه أنذر بعصر الطواعين. وفي رأينا فإن كل موجة متعاقبة من موجات التفشي على مدار الثلاثمائة عام التالية زادت على نحو ثابت عدد الأفراد الذين ورثوا طفرة سي سي آر 5-دلتا 32؛ فإن لم يكن المرء حاملا الطفرة، فثمة فرصة كبيرة أن يموت لدى موجة انتشار المرض التالية.
إلا أن هذا لا يزال إفراطا في تبسيط الموقف، فحالات التفشي الوبائي الكبرى للطاعون النزفي كانت قاصرة في الأساس على مجتمعات ينيف حجمها على حد أدنى معين، وكانت هناك مناطق ريفية شاسعة من أوروبا تمارس الاقتصاد الزراعي غير المنظم، التي نادرا ما كان الوباء يضربها، هذا إن ضربها من الأساس. أما ضغوط الانتخاب الطبيعي القوية المستمرة التي تدفع إلى زيادة معدل تكرار حدوث طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 فلا تعمل إلا في الحضر، ولا سيما في لندن؛ لأن الطاعون النزفي بات دائم الحضور هناك بعد عام 1580. نتيجة لذلك، فلا بد أن التوزيع الإجمالي لطفرة سي سي آر 5-دلتا 32 في أوروبا لم يكن منتظما خلال القرن السابع عشر؛ إذ لا بد أن معدل الأشخاص الذين تمتعوا بقدرة على مقاومة المرض في الحضر كان يزيد بكثير عن النسبة الحالية التي تصل إلى 20 بالمائة، ويقل عن ذلك هذه النسبة بكثير في المناطق الريفية.
ويعزى المعدل الحالي لتكرار ظهور الجين الطافر في أوروبا إلى نسبة الاختلاط والهجرة الكبيرة على مدار الثلاثمائة والخمسين سنة الأخيرة منذ اختفاء الطاعون؛ عملية مساواة عامة اختفت في خضمها الفروق بين حياة الريف وحياة الحضر.
كما رأينا، كان الطاعون موجودا باستمرار في لندن عبر القرن السابع عشر مع حدوث موجات تفش كبرى على فترات زمنية غير منتظمة، وإن كانت نسب الوفيات منخفضة نسبيا. وعليه فإنه مع معاناة سكان لندن من الهجمات الشرسة للمرض، بالإضافة إلى انخفاض مستوى توطن العدوى، فإن ذلك يرجح أن نسبة كبيرة منهم كانوا يحملون الطفرة على الأغلب وكانوا مقاومين للمرض. انخفضت نسب الوفيات إلى أدنى من 15 بالمائة في ذلك الوقت، وغالبا ما كان أولئك الذين يموتون جراء الإصابة بالطاعون في لندن خلال القرن السابع عشر من النازحين والغلمان والخدم؛ فكل وباء أو مجاعة كانت تجلب معها موجات جديدة من المهاجرين السذج من الريف ممن لم يكن لديهم مقاومة للمرض، وكانوا يشكلون جزءا كبيرا من الموتى خلال موجات تفشي الطاعون. (4) إرث إيم
أتذكر قصة مارجريت بلاكوول - واحدة من أهل قرية إيم - التي نجت من الطاعون على ما يبدو بتناولها دهنا دافئا؟ زارت مجموعة من علماء البيولوجيا الجزيئية قرية إيم عام 2001 وأخذوا عينات من أفواه مائة شخص من أهل القرية «ممن أمكن تتبع أنسابهم إلى أقدم سلف ممكن» ووجدوا أن طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 موجودة في 14 بالمائة منهم، وهي على الأرجح نسبة تعلو قليلا عن متوسط المعدل الأوروبي. والأهم من كل هذا أن جون بلانت - التي تعيش اليوم في إيم - هي سليلة مباشرة من فرانسيس أخو مارجريت بلاكوول الناجي من الطاعون، وتحمل طفرة سي سي آر 5-دلتا 32.
وقد فسرنا هذه المعلومات على النحو التالي: كانت مارجريت بلاكوول تحمل طفرة سي سي آر 5-دلتا 32، وقد أصيبت بالمرض إلا أنها لم تمت منه كما رأينا، ولم يصب أخوها فرانسيس بالطاعون على الإطلاق، وكان مقاوما تماما للمرض، وقد ورث نسخا من الطفرة إلى حفيدته جون بلانت.
غير أن قصة إيم الكاملة يشوبها الغموض؛ إذ لم نستطع اقتفاء أثر أي بيانات مسجلة تشير إلى أن الطاعون قد ضرب إيم قبل عام 1665؛ ومن ثم فلا توجد أدلة على حدث أدى إلى زيادة معدل حدوث طفرة سي سي آر 5-دلتا 32 هناك. ونخلص من ذلك إلى أن العائلات في إيم (أو آباءهم) ممن كانوا مقاومين للمرض في زمن الطاعون كانوا قد تعرضوا للطاعون في وقت أسبق وفي مكان آخر ثم انتقلوا للعيش في القرية، ففي عام 1538، كان الطاعون قد اجتاح بعنف قرية ثورب التي تبعد 18 ميلا (29كم) جنوبا وكذلك ضيعة كوربار القريبة قبل 30 عاما من ذاك الوقت، كما اجتاح الطاعون مقاطعة دربي مرارا وتكرارا، بدءا بالموت الأسود الذي صال وجال في أنحاء المقاطعة وسجل انتشاره في قرية كريتش، التي تبعد 17 ميلا (27كم) إلى جنوب إيم. وعلى ما يبدو، كان الأب مومبسون مقاوما للمرض، وقد ذكر أنه قد شهد الطاعون في مرحلة أسبق من حياته في مكان آخر.
هكذا حمل عدد من أولئك الناجين في إيم طفرة سي سي آر 5-دلتا 32؛ ومن ثم كانت نسبة الجماعة السكانية المقاومة للمرض تزداد في الجيل التالي؛ بيد أنهم لم يكونوا يتمتعون بميزة انتخابية لأن المرض اختفى الآن. وقد انتقل الأفراد إلى القرية لملء الفراغ البيولوجي، وعلى مدار الثلاثمائة عام التالية، فإن أعدادا هائلة من كل من الأفراد المقاومين وغير المقاومين للمرض نزحت وهاجرت إلى إيم. ونتج عن كل هذا الامتزاج وجود 14٪ من الأشخاص المقاومين للطاعون في إيم اليوم.
ناپیژندل شوی مخ