بېرته د تور مرګ راتګ: تر ټولو خطرناک وژونکی په عصرونو کې
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
ژانرونه
بل حتى باحثون بارزون ساهموا في هذا التشويش، مثل عالم الميكروبيولوجيا البروفيسور شروزبري، الذي تعرضنا له من قبل، ففي عام 1970 نشر أثناء تقاعده دراسة أكاديمية رائعة بعنوان «تاريخ الطاعون الدبلي في الجزر البريطانية». لقد بحث وجمع بدقة متناهية كل معلومة مرتبطة بالطواعين في بريطانيا، وإن كان لم يبسط دراساته لتغطي أوروبا القارية، وكانت النتيجة مرجعا موثوقا به لجميع دارسي الطواعين الجادين.
وكما تستنتج من العنوان، آمن شروزبري والجميع بقوة أن الطاعون الدبلي كان المسئول عن جميع الطواعين في بريطانيا، ومع ذلك كان عالما متمرسا بالإضافة إلى كونه ممارسا كفئا للطب. لقد رأى بوضوح أنه في الكثير من نوبات التفشي كان يستحيل من الناحية البيولوجية أن يكون الطاعون الدبلي هو السبب. لقد كان هو بالأخص يعرف، أكثر من أي شخص آخر، ماهية ما كان يتحدث عنه، ولعله كان أول من أشار إلى العيوب الكامنة في أساسات القصة المقبولة.
لقد بدأ باستبعاد (على نحو صحيح كما سنرى) احتمالية كون الكثير من الأوبئة طاعونا دبليا، مشيرا عادة (على نحو غير صحيح) أن داء التيفوس هو المسبب لها. عندما وردت الأنباء عن أوبئة في المناخ البارد (غير الملائم لانتشار الطاعون الدبلي)، رجح أن يكون هذا المناخ شتاء معتدلا. وعندما اكتشف أن السجلات أشارت إلى أن نحو 50 بالمائة من السكان ماتوا على إثر الإصابة بالموت الأسود (وهي نسبة مرتفعة للغاية بالنسبة للطاعون الدبلي) اضطر إلى اقتراح أنه من المحتمل أن السجلات كان مبالغا فيها بشدة، وأن عدد الوفيات الحقيقي ربما اقترب من 5 بالمائة (وهو تقدير منخفض على نحو غير معقول).
على أن شروزبري ظل مدافعا صارما عن الرأي القائل بأن الكثير من الأوبئة في بريطانيا كانت نوبات تفشي للطاعون الدبلي، وأنه كان يندهش من النقد الذي قوبل به تقييمه الأمين. على ما يبدو، لم تكن جريمته تتمثل في قبول المستحيل، وإنما في الإشارة إلى عدم وجود ثغرات على الإطلاق في الفرضية المعمول بها، وأنه لم تكن كل الأوبئة نوبات تفش للطاعون الدبلي. (2) الموت الأسود: إعادة تقييم بيولوجية
الدكتور جراهام تويج هو عالم حيوان بارز تخصص طوال حياته المهنية في بيولوجيا القوارض بصفة عامة والفئران بصفة خاصة، وهو أحد الخبراء البارزين في العالم اليوم في بيولوجيا الطاعون الدبلي، وقد نشر كتابا بعنوان «الموت الأسود: إعادة تقييم بيولوجية» عام 1984، الذي جمع فيه بدقة جميع الأدلة. الكتاب يتضح تماما من عنوانه، فهو تقييم نقدي ودقيق للموت الأسود (لا يتناول الطواعين التالية) قام به رجل محنك، وهو يخلص إلى أن هذا الوباء لم يكن ناجما عن الطاعون الدبلي. كان تويج أول شخص يدرك ذلك ويصرح به على الملأ. كان هذا بمنزلة عمل ريادي بارز.
لكن، وبكل أسف، تجاهل الناس هذا العمل بالمرة، واستمر مجرى الكتب والبرامج التليفزيونية التي تصف سلوك الفئران والبراغيث في أوبئة الطاعون في التدفق. قال المؤرخ آر إس براي ببساطة إنه «ثمة الكثير من الاعتراضات على بحث تويج وحصرها كلها أمر مضجر.»
يواصل جراهام تويج بكل فرح بحثه في مجال الطواعين، وهو يصب تركيزه الآن على الأوبئة اللاحقة في إنجلترا. ويستمر في نضاله من أجل أن تلقى آراؤه المهمة قبولا، ويكتب بانتظام أبحاثا تعكس منطقه السليم وخبرته الواسعة من خلال نثره المنمق. (3) الخطوة التالية
لو كان صحيحا الاعتقاد السائد بأن الطاعون الدبلي و«اليرسينية الطاعونية» كانا المسئولين عن العدد الهائل من أوبئة الطاعون النزفي المريعة، فسيبطل سؤال: هل سيعود الموت الأسود أم لا؟ فالطاعون الدبلي لم ينمح قط؛ فهو في واقع الأمر، منذ اكتشاف يرسين والطاعون الدبلي ينتشر في كل أنحاء المعمورة، وقد تعلمنا أن نتعايش معه. ثمة العديد من الحالات الفردية وبعض الأوبئة الصغيرة كل عام، لكن ما من سبب للخوف من نوبة تفش؛ فهو سهل العلاج إذا شخص في الوقت المناسب، ولا يمثل تهديدا للبشر.
لقد رأينا بالفعل أن الطاعون النزفي، المسبب للطاعون الأسود وطواعين أخرى، كان مرضا معديا ينتقل بالاحتكاك المباشر. في الفصل التالي، نشرح طبيعة الطاعون الدبلي، ونفحص إلى أي مدى لا تتطابق الحقائق.
الفصل الحادي عشر
ناپیژندل شوی مخ