د واپسي په لور
عود على بدء
ژانرونه
فباستنى خطفا كما يشرب الطائر، يحسو حسوة ويرفع منقاره - أو رأسه الصغير - ويتلفت كأنما يخاف عواقب الطمع أو مطاوعة النفس، فقلت فى سرى لابد أن تكون هذه الأيام التى استظرفتها، ثقيلة غليظة الكبد، ومتنطعة سخيفة الرأى.
وآحسب آن وجهى ارتسم عليه ما يضطرب به صدرى فقد قالت الفتاة: «إنما تخشى أن توسخ ثيابك فى يوم عيدك. ثم إن ماما هى ماما ويجب أن نطيعها».
فقلت: «لا تعتذرى عنها، وقولى لها إنى سأكلم وأخالط من أشاء.. بل قولى لها إنى سأتمرغ فى التراب، وأتقلب فى الوحل، وأجرح جلدى بالشوك وأمزقه. ولتفعل ما بدا لها».
وانكفأت عنها أعدو فى الحديقة، وتمنيت لو أن فى وسعى أن أسلخ هذا الجلد كله كما تسلخ الشاة. واستثقلت هذه الطفولة التى تحاط من كل ناحية بالسدود والحواجز، والعقل والموانع، كأنما لا يكفيها أن لها من طبيعتها حدودا، ولا يسمع فيها من يقضى عليه بها إلا «إياك» و«حاذر». وآليت لأؤدبن هذه الأم غير هذا الأدب.. أو تظننى طفلا حقيقيا؟ سنرى ونريها..
ودرت أبحث عن «عم أحمد» الجناينى وأستعجله ما وعد، فقد كبر فى ظنى أن يكون ما وعدنيه وسيلة لركوب العم المنتظر - البك. فقد صار لنا بيك من الأعمام - بشىء من العبث، وحدثت نفسى أن هذه الأم - إلى الآن - أولى، ولا مانع فيما أرجو من قسمة الأمر بينهما نصفين.
ولكنى لم أجد الرجل، فقد شق الأرض وغاب فيها، كما شقها وبرز منها ....
الفصل السادس
وأخيرا جاء العم. وتلقيت قبلاته، وقاك الله السوء!
وهو شىء كل ما فيه ثقيل، تنفسه حشرجة، وصوته ضوضأة، وضحكه قرقعة، وقبلته كمص الماء من كوز نصفان، وكرشه برج دبابة، وشعرات شاربيه فتلات حبل مقروضة، وعينه - والعياذ بالله - شفر متفتل، وجفن محمر لا هدب له، وماء يسيل، وحاجباه شعرهما رقيق من أخر وكثيف من قدم، وأذنه مسترخية من رأسها ومنكسرة على وجهها كأذن الكلب، ورأسه على شكل البيضة، وقد ذهب أكثر شعره، وبقيت له طرة شعراتها متفرقة صلبة كأنها الشوك.
وما كدت أراه حتى قلت: بل هو أولى بكل ما يهيئ له هذا الجناينى الطيب العم أحمد ... قواه الله ووفقه! وتمنيت أن يجيئنى بثعبانين أو ثلاثة، أدس منها اثنين فى كميه، أعنى عمى، وألف الثالث حول عنقه الغليظ المقبل إلى صدره المنتفخ.
ناپیژندل شوی مخ