د واپسي په لور
عود على بدء
ژانرونه
وجرى ببالى أن لعل هذا هو تناسخ الأرواح الذى سمعت أن البعض قالوا أو يقولون به. ولكن التناسخ لا يجرى على هذا النحو، ولا يكون - أو لا ينبغى آن يكون - بنقل نفس حية من جسم إلى جسم آخر، فيه هو أيضا حية تطرد منه، ويتطلب طردها إحلالها محل ثالثة تنفى هى كذلك إلى جسم رابع وهكذا وليس لهذا آخر يقف عنده وينتهى إليه، ومؤداه الفوضى العميمة. وما ظنك بحال عالم يسمى ناسه وهم هم، ثم يصبحون وهم غيرهم؟ ولا خير فى هذا لأنه لا يعدو أن يكون مجرد تنقيل من آجسام. وإنما يحصل التناسخ بعد موت الجسم، وأنا لم أمت. أو من يدرى؟ لعلى مت، وانتقلت روحى أو نفسى إلى جسم هذا الصبى! ولكنى لم أولد معه، بل حللت فى بدنه فجأة فى بعض مراحل عمره، وليس هذا بجائز فيما أرى.
ونشف ريقى وأنا أفكر فى هذا ولا أهتدى. وتصببت عرقا. وحرك النسيم الأغصان فتنبهت إلى أن ههنا - تحت أنفى - شجرة عظيمة ذاهبة في الهواء، وفى وسعى بلا مشقة أن أتخطى الحافة إليها وأتدلى منها إلى الأرض، واستغربت أن يخطر لى خاطر هذا العبث الصبيانى، وماذا أصنع إذا لقيت من لا أعرف؟ وقد يبتدرنى بسؤال عن شىء أو أحد أو عن نفسي، أو يدخل معى فى حديث يتناول ما أجهل. كلا ... الخير أن أبقى حيث أنا، وأن أدع من شاء يصنع بى ما يشاء حتى أهتدى إلى نفسى.
وأقبلت الخادمة - أعنى الفتاة المليحة - مرة أخرى، فسألتها: «فى آى يوم نحن؟».
فابتسمت وهزت سبابتها فى وجهى وقالت: «تتباله؟ يا مكار».
فحدثت نفسى أنى لن أهتدى إلى شىء فى هذه الحياة الجديدة إذا ظل كل من ألقى يفترض أنى أعرف ما أجهل.
وقلت أستدرجها: «إنما أريد أن أستوثق».
قالت: «لا محل للشك. هو اليوم العظيم ولا كلام».
قلت: «بل شكى عظيم. ويخيل إلى أن هناك خطأ كبيرا».
قالت، وهزت رأسها: «آه، فهمت، ولك العذر إذا اختلج فى نفسك شك، فإنك ما زلت صغيرا، وصحيح أن اليوم قد يختلف فيكون السبت مرة، والجمعة مرة، ولكن التاريخ ثابت، وهو الذى عليه المعول».
فقلت لنفسى: «هذه فرصة فلأغتنمها»، ثم لها: «مهلا. أرجو أن تزيدي هذا إيضاحا، فإن الأمر مختلط على قليلا».
ناپیژندل شوی مخ