هل نحن مؤمنون؟
نعم!
205
المجرمون مجربون، والخطر لا يهيمن أبدا بدون خطر، كما أن لا معنى للاستمرار، إلا أننا لذلك نستمر.
206
بوابل من الدموع على خد صغيرتك، تهاجم التباريح التي تتأوهها، وتدافع البلوى التي تتعاندها، ثم تقف متصنعا للابتسامة في وجهها الصغير؛ علك ترى ابتسامتها على مرايا دموعك الساخنة، تحاول آنا وبعد آن، ففيها روحك التي تتعانى الآلام، وفيك روحها القائمة في ميعة الطفولة، فتنادي مرارا هديلك التي لا تريد لها أن تسكت، وأن ترتحل، وأن تغيم، تنادي اسمها بلذة العاشق لسحر الخالق، كمن يتذوق العسل فلا يقنع، ويتناول التمر فلا يشبع، وكأن تلك التأتأة هد ... ي ... ل ألذ مما طاب للناس ولذ.
إنها الألذ، والملاذ، والقوة الباقية للقلب، في تصاريف الحياة ونواشبها الثقال، إنها البنية التي بها وجدت أمل الراحة على راحتيها اللدنة، والشمس الدافئة التي أضاءت لك مشارقك ومغاربك؛ بفضل بريق عينيها، وتحننت على أنفاسك من برد الوحدة، وتعاسة الاغتراب عن النفس.
هي هديلك وهديل كل أب، وتلك مشاعرك كما هي مشاعر الآباء حيال هديلهم، إنما لا أدري يا عزيزي: لماذا أشعر بخطئي حين أعمم على الآباء كافة فكرة المشاعر الجياشة التي انتابتك، وأني في ذات الوقت لفي حيرة وشك إذا ما نزعت عنهم ذلك، فبعد أن رزقت بطفلي الوحيد، عجت في رأسي عواصف السخرية المعجونة بالصدمة، نظير ما وجدت من حب جارف لا يمكن أن يسقط، وإن تحدر طفلي في عقوقه الأبدية، أجدني مضطرا لأن أكون طفله إن هو أبى أن يكون طفلي، وأن أكون أباه إن رضي أن يكون طفلي المطيع. ***
قد أكفر بجل أو بكل ما جاء في هذا الكتاب يوما ما، وقد أظل على إيماني؛ وذلك لأني إنسان حي.
ناپیژندل شوی مخ