============================================================
الباب الثافى والحشوون فى القول فى السماع قبوله وايشارا قال الله تعالى: (فبشر عباد الذين يستبعون القول فيتيعون أحسيه أولئك الزين هداهم الله وأوليك هم أولو الألباب)(1). قيل: أحسنه: أى أهداه وأرشده. وقال عز وجل: (وإذا سيعوا ما أثزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض، من الدمع مما عرفوا من الحق(2).
هذا السماع هو السماع الحق، الذى لا يختلف فيه اثنان من أهل الإيمان، محكوم لضاحبه بالهداية واللب، وهذا سماع ترد حرارثه على بود اليقين فتفيض العين بالدمع؛ لأنه تارة يثير حزئا، والحزن حار، وتارة يثير شوقا والشوق حار، وتارة يثير ندما والندم حار، فإذا أثار السماع هذه الصفات من صاحب قلب معلوء بيؤد اليقين أنكى وأذمع، لأن الحرارة والبرودة إذا اصطدما عصرا ماء؛ فإذا آلم السماع بالقلب تارة يخف إلمامه، فيظهر أثره فى الجسد ويقشعر منه الجلد قال الله تعالى: (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربه5) وتارة يعظم وقعه، ويتصوب() أتزه إلى فوق تحو الدماغ كالمخبر للعقل بعظم وقع المتجدد الحادث، فتتدفق منه العين يالدمع وتارة يتصوب أثره إلى الروح فتموج منه الروح موجثا يكاد تضيق عنه نطاق القالب، فيكون من ذلك الصياخ والاضطراب وهذه كلها احوال يجدها أربايها من أصحاب الحال، وقد يحكيها بدلائل هوى النفس أرباب المجال روى أن عمر رضى الله تعالى عنه، كان ريما مر بآية فى ورده، فتخنقه العبرة، ويسقط، ويلزم البيت اليوم واليومين حتى يغاد ويحسب مريضتا، قالسماع يستجلب الرحمة من الله الكريم.
روى زيد بن أسلم قال: قرا أبى بن كعب عند رسول الله قرقوا، فقال رسول الله: (1) آية 18 من سورة الزم (2) آية رقم 83 من سورة المائدة.
(3) آية رقم 23 من سورة الزمن (4) يتنزل.
مخ ۴