257

============================================================

فظاهر الآية وسبب نزولها ظاهر، وصار ذلك تتبيها من الله عباده على التثبت فى الأمور.

قال سهل : فى هذه الآية: الفاسق الكثاب.

والكذب صفة النفس، لأتها تملسى أشياء وتسول أشياء على غير حقائقها، فتعين التثبت عند خاطرها وإلقائها، فيجعل العبد خاطر النفس تبأ يوجب التثبت، ولا يستفزه الطبع ولا يستعجله الهوى.

فقد قال بعضهم: أدنسى الأدب أن تقف عند الجهل، وآخر الأذب: أن تقف عند الشبهة.

ومن الأدب عند الاشتباه: إنزال الخاطر بمحرك التفس وخالقها وبارئها وقاطرها، واظهار الفقر والفاقة إليه والاعتراف بالجهل وطلب المعرفة والمعونتة منه، فإنه إذا أتى بهذا الأدب يغاث ويعان ويتيين هل الخاطر لطلب حظ أو لطلب حق؟ فإذا كان للحق أمضاه، وإن كان للحظ نفاه.

وهذا التوقف إذا لم يتيين له الخاطر بظاهر العلم، لأن الافتقار إلى باطن العلم عند فقد الدليل فى ظاهر العلم.

ثم من الناس من لا يسعه فى صحته إلا الوقوف على الحق دون الحظ وإن أمضى خاطر الحظ يصير ذلك ذتب حاله فيستغفر منه كما يستغفر من الذنوب.

ومن الناس من يدخل فى تناول الحظ ويمضى خاطره بمزيد علم لديه من الله، وهو علم السعة لعبد مأذون له فى السعة عالم بالإذن، فيمضى خاطر الحظ والمراد بذلك على بصيرة من آمره يحسن به ذلك ويليق به عالم بزيادته ونقصانه، عالم بحاله محكم لعلم الحال، وعلع القيام لا يقاس على حاله ولا يدخل قيه بالتقليد، لأنه أمر خاص لعبد اصا: وإذا كان شأن العبد تمييز خواطر النفس فى مقام تخلصه من لمات الشيطان تكئر لديه خواطر الحق وخواطر الملك وتصير الخواطر الأربعة فى حقه ثلاثا ويسقط خاطر الشيطان إلا نادرا لضيق مكانه من النفس، لأن الشيطان يدخل بطويق اتساع النفس، واتساع التفس باتباع الهوى والإخلاد إلى الأرض .

ومن ضايق النفس على التمييز بين الحق والحظ ضاقت نفسه وسقط محل الشيطان الا نادرا لدخول الابتلاء عليه؛ ثم من المرادين المتعلقين بمقام المقريين من إذا صار قلبه

مخ ۲۵۷