============================================================
فإذا استلذ الروح النغمة وجدت النفس المعلولة بالهوى وتحركت بما فيها مسن الصفات الحدوث العارض، ووجد القلب المعلول بالإزادة، وتحرك بما فيه لوجد العارض فى الروح: شربنا وأهرقنا على الأرض جرعة وللأرضن من كأس الكرام نصيب فتفس المبطل أرضن لسماء قليه، وقلب المحق أرض لسماء روحه، فالبالغ مبلسغ الرجال، والمتجوهر المتجسرد من أعراض الأحوال خلع فغلى النفس والقلب بالوادى المقدس، وفى مقعد صدق عند مليك مقتدر استقر وعرس(1)، وأحرق بنور العيان أجرام الألحان، ولم تصغ روخه إلى متاغاة عاشقه: لشغله بمطالعة آثار محبويه، والهائم المشتاق لا يسعه كشف ظلامة(2) العشاق، ومن هذا حاله لا يحركه السماع رأشا، وإذا كسانت الألحان لا تلحق هذه الروح مع لطافة مناجاتها، وخفى لطفسى مناغاتها كيف يلحقه السماع بطريق فهم المعانى وهو أكثف.
ومن يضعف عن حمل لطيف الإشارات كيف يتحمل تقل أعباء العبارات؟!
وأقرب من هذا عبارة تقرب إلى الأفهام: الوجذ وارد يرد من الحق سنحانه وتعالى، ومن يريد الله لا يقنع بما هو من عند الله، ومن صار فى محل القرب متحققا به لا يلهيه ولا يحركه ما ورد من عند الله، فالوارد من عنسد الله مشعر بيعد، والقريب واجد، فما يصنع بالوارد، والوجذ تار، والقلب الواجد ربه ثور، والنور ألطف من النار، والكثيف غير مسيطر(3) على اللطيف فما دام الرجل البالغ مستمرا على جادة استقامته غير منحرفي عن وجه(4) معهوده بتوازع وجوده لا يدركه الوجذ بالسماع، فإن دخل عليه فتود، أو عاقه قصور بدخول الابتلاء علية من المبتلى المحسين(5) يتألف المحن من تفاريق صور الابتلاء: أى يدخل عليه وجوذ يدركه الواجد لعود عند الابتلاء إلى حجاب القلب، فمن هو مع الحق إذا ذل وقع على القلب، ومن هو مع القلب إذا زل وقع على نفس.
سعت بعض مشايختا يحكى عن بعضهم آنه وجد من السماع، فقيل لسه: أيسن حسالك من هذا؟ فقال: دخل على داخل أوردنى هذا المورد.
(1) التعريس: النزول في السفر آخر الليل.
(2) الظلامة والظليمة والمظلمة: ما تطلبه عند الظالم، وهو اسع ما أخذ منك.
(3) اى غير غالب.
4) وفى تخة: عن وجهه معبوده.
5) وفى تسخة يتولد المحن.
مخ ۲۵