249

============================================================

هذه الآية قذ أفلح من زكاها(1) وقف، ثم قال: ((اللهم آت نفسى تقواها أنت وليها ومولاها، وزكها أنت خير من زكاها)).

وقيل: النفس لطيفة مودعة فى القالب، منها الأخلاق والصفات المحمودة، كتما أن العين محل الرؤية، والأذن محل السمح، والأنف محل الشم، والفم محل الذوق، وهكذا النفس محل الأوصاف المذمومة، والروح محل الأوصاف المحمودة، وجميع أخلاق النفس وصفاتها من أصلين: أحدهما الطيش، والثانى الشرة، وطيشها من جهلها، وشرها مبن حرصها. وشبهت النفس فى طيشها بكرة مستديرة على مكان أملس مصوب، لا تزال متحركة بجيلتها ووضعها.. وشيهت فى حرصها بالفراش السذى يلقى نفسه على ضوء المصباح، ولا يقتع بالضوء اليسير دون الهجوم على جرم الضوء الذى فيه هلاكه: فمن الطيش توجد العجلة، وقلة الصبر، والصير جوهر العقل، والطيش صفة النفس، وهواها وروحها لا يغلبه إلا الصبر؛ إذ العقل يقمع الهوى.

ومن الشره يظهر الطمع والحرص، وهما اللذان ظهرا فى آدم حيث طمع فى الخلود، فحرص على أكل الشجرة.

وصفات النفس لها أصول من أصل تكؤنها، لأنها مخلوقة من شراب، ولها بحسبه وصف، وقيل وصف الضعف فى الأدمي من التراب، ووصف البخل فيه من الطين، ووسف الشهوة فيه من الحمأ المسنون، ووصف الجهل فيه من الصلصال.

وقيل: قوله (كالفخان فهذا الوصف فيه شىء فن الشيطنة لدخول النار فى الفخار؛ فمن ذلك : الخداع، والحيل، والحسبد.

فمن عزف أصول النفس وجبلاتها عرف أن لا قدرة له عليها إلا بالاستعانة ببارئها وفاطرها.

فلا يتحقق العبد بالإنسانية إلا بعد أن يدبر دواعى الحيوانية فيه بالعلم والعدل، وهو رعاية طرفى الإفراط والتفريط ثم بذلك تتقوى إنسانيته ومعناه، ويدرك صفات الشسيطنة فيه والأخلاق المذمومة.

وكمال إنسانيته يتقاضاه أن لا يرضى لنفسه بذلك، ثم تنكشف له الأخلاق التسى تنازع بها الربوبية، من: الكبر والعز، ورؤية النفس، والعجب.. وغير ذلك.

(1) آية رقم " من سورة الشس.

مخ ۲۴۹