============================================================
2 وكان إبزاهيم بن أدهم اذا صحبه إنسان شارطه على ثلاثة أشياء: أن تكون الخدمة والأذان له، وأن تكون يده فى جميع ما يفتح اللهم عليهم من الدنيا كيده، فقال رجل من أصحابه: أتا لا أقدر على هذا، فقال: أعجبنى صدقك وكان ابراهيم بن أدهم ينظر اليساتين، ويعمل فى الحصاد، وينفق على أصحابه وكان من أخلاق السلف : أن كل من احتاج إلى شىء من مال أخيه استعمله من فير مؤاخذه. قال الله تعالى (( وأنرهم شورى بينهم ) (1) اى مشاع هم فيه سواء.
ومن أدبهم: لأنهم إذا استثقلوا صاحيا بتهمون أنفسهم، ويتسييون فى إزالة ذلك من بواطنهم، لأن انطواء الضمير على مثل ذلك للمصاحب وليجة(") فى الصحبة.
قال أبو بكر الكتانى: صحبنى رجل وكان على قلبى ثقيلا، فوهبت له شيئا بنية أن يزول ثقله من قلبى، فلم يزل، فخلوت به يوما وقلت له: ضع رجلك على خدى فابى ققلت له: لابد من ذلك. ففعل، فزال ما كنت أجده فى باطنى.
قال الرقى: قصدت من الشام إلى الحجاز، حتى سألت الكثانى عن هذه الحكاية.
ومن أديهم: تقديم من يعرفون فضله والتوسعة له فى المجلس، والايثار بالموضع.
روى أن رسول الله كان جالسا فى صفة ضيقة، فجاءه قوم من البدريين، فلم يجدوا موضعا يجلسون فأقام رسول الله من لم يكن من أهل يدر فجلسوا مكانهم، فاشتد ذلك عليهم فأنزل الله تعالى قوله: ( وإذا قيل انشزوا فانشزوا) (2.
وحكى أن على بن بندار الصوفى ورد على أيى عبد الله بن خفيف زائرا، فتماشيا، ققال له أبو عبد الله: تقدم.
فقال: بأى عذر؟ فقال: بأنك لقيت الجنيد وما لقيئه.
ومن أدبهم: ترك صحبة من همه شىء من فضول الدنيا. قال الله تعالى (فأغرض عمن تولى عن ذكرئا ولم يرد الا الحياة الدنيا" (4).
ومن أدبهم: بذل الإنصاف للإخوان وترك مطالبة الإنصاف. قال أبو عثمان الحيرى: حق الصحبة أن توسع على أخيك من مالك، ولا تطمع فى ماله، وتنصفه من نفسك، (1) آية رقم 38 من سورة الشورى.
(2) الوليجة: بطاتة الإتسان وخاصته يقال هو: وليجتهم أى آنه لصيق بهم (3) آية رقم ا1 من سورة المجادلة (4) آية رقم 29 من سورة التجم
مخ ۲۳۶