============================================================
الباب الولابح والعشوون فى القول فى السماع تترفحا واستغناة اعلم أن الوجد يشعر بسابقة ققد، فمن لم يفقد لم يجد، وإنما كان الفقد لمزاحمة وجود العبد بوجود صفاته وبقاياه؛ فلو تمحض عبد لتمحض خرا(1)، ومن تمحض خرا أفلت من شرك(") الوجد، فشرك الوجد يصطاد البقايا، ووجود البقايا لتخلف شىء من العطايا.
قال الحصرى، رحمه الله تعالى: "ما أدون(3 حال من يحتساج إلى مزعج يزعجه"؛ فالوجد بالسماع فى حق المحق كالوجد بالسماع فى حق المبطل: من حيت النظر إلى انزعاجه، وتاثر الباطن به، وظهور أثره على الظاهر، وتغييره للعبد من حال إلى حال.
وإنما يختلف الحال بين المحق والمبطل: إن المبطل يجذ لوجود هوى النفس، والمحق يجذ، لوجود إرادة القلب؛ ولهذا قيل: السماع لا يحيث فى القلب شيئا، إنما يحرك ما فى القلب، فمن يتعلق(4) باطنه بغير الله يحركه السماع فيچد بالهوى، ومن يتعلق باطته بمحية الله يجد بالارادة ارادة القلب؛ فالمبطل محجوب بحجاب النفس، والمحق مجوب بحجاب القلب وحجاب النفس حجاب أرضى ظلمانى، وحجاب القلب حجاب سماوى نورانى، ومن لم يفقد بدوام التحقق بالشهود ولا يتعفر بأذيال الوجود قلا يسمع ولا يجد، ومن هذه المطالعة قال بعضهم: "أنا ردم(6) كله لا ينفذ فى قول".
ومر يمشاد الدينوري(2)، رحمه الله، بقوم فيهم قوال، فلما رأوه أمسكوا فقال: ارجعوا الى ما كنتم فيه، فوالله لو جيعت ملاهى الدنيا فى أذنى ما شغل قتى ولا شفى بعض مابى".
فالوجذ صراخ الروح المبتلى بالنفس تارة فى حق المبطل، وبالقلب تارة فى حق المحق.
فمثار الوجد الروح الروحانى فى حق المحق والمبطل.
(1) وفى نسخة: فلو تمحض عبذا تمحض حرا.
(2) الشرك (بفتح الراء) الحبالة والفخ (4) وفى نسخة: فمن متعلق (5) الردم = الصلب من الجدار والتعثر السقوط والزلل: (6) من كبار رجال التصوف كان عالما عابدا زاهذا صحب اين الجلاء، ومات سنة 29 ه، ومن اقواله: اتما ورث الحكماء الحكمة بالصمت والتفكر
مخ ۲۳