============================================================
فضيلة تطلب، ويجتمع لها، لم يحظ بذوق معرفة أحوال رسول الله وأصحابه والتابعين، واستروح إلى استحسان بعض المتأخرين ذلك.
وكثيرا ما يغلط التاس فى هذا، وكلما احيج عليهم بالسلف الماضين.. يحتجون بالمتأخرين!1 وكان السلف أقرب إلى عهد رسول الله، وهديهم أشبه بهدى رسول الله.
وكثير من الفقراء يتسمح عند قراء(1) القرآن بأشياء من غير غلية.
قال عبد الله بن عروة ين الزبير: قلت لجدتى أسماء ينت أبى بكر الصديق، رضى الله عتهها: كيف كان أصحاب رسول الله يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن6 قالت: كانوا كما وصفهم الله تعالى: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم.
قال: قلت: إن أناسا اليوم إذا قرىء عليهم القرآن خو أحدهم مغشيا عليه!! قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وروى أن عبد الله بن عمر، رضى الله عنهما، مر برجل من أهل العراق يتساقط، قال: ما لهذا؟ قالوا: إنه إذا قرىء عليه القرآن وسمع ذكر الله تعالى سقط، فقال ابن عمر رضى الله عنهما: إثا لنخشى الله وما نسقطا! إن الشيطان يدخل فى جوف أحدهم، ما هكذا كان يصتع أصحاب رسول الله؟.
وذكر عند ابن سيرين الذين يصرعون إذا قرىء القرآن، فقال: بينتا وبيتهم أن يقعد واحد منهم على ظهر بيت باسطا رجليه ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره، فان رمى ينفسه فهو صادق.
وليس هذا القول منهم إنكارا على الإطلاق؟ إذ يتفق ذلك لبعض الصادقين، ولكن للتصئع المتوهم فى حق الأكثرين، فقد يكون ذلك من البعض تصنيا ورياء، ويكون من البعض لقصور علم، ومخامرة جهل ممزوج بهوى يلم يأحدهم يسير من الوجد فيتبعه بزيادات يچهل أن ذلك يضر بدينه، وقد لا يجهل أن ذلك من النفس، ولكن النفس تسترق السمع استراقا خفيا يخرج الوجد عن الحد الذى يتبغى أن يقف عليه. وهذا يباين الصدق.
(1) وفى نسخة عند قراءة القرآن.
مخ ۲۱