============================================================
147 الباب الفاصس والأو بعون فى ذكر فضل قيام الليل قال الله تعالى: إذ يغشيكم اليعاس أمئة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان(1) نزلت هذه الآية فى المسلمين يوم يدر حيث نزلوا على كثيب من الرمل تبسو فيه الأقدام وحوافر الدواب، وسبقهم المشركون الى ماء بدر العظمى وغلبوهم عليها، وأصبح المسلمون بين محدث وجنب، وأصابهم الظما فوسوس لهم الشيطان أتكم تزعمون أنكم على الحق وفيكم نبى الله، وقد غلب المشركون على الماء وأنتم تصلون محدثين ومجنبين فكيف ترجون الظفر عليهم؟!!
فأنزل الله تعالى مطؤا من السماء سال منه الوادي، فشرب المسلمون مته، واغتسلوا، وتوضئوا وسقوا الدواب، وملئوا الأسقية. ولبد الأرض حتى ثبت به الأقدام.
قال الله تعالى: لويثبت به الأقدام. اذ يوحجى راك إلى الملايكة أثى معكم (2) أبدهم الله تعالى بالملائكة حتى غليوا المشركين ولكل آية من القرآن ظهر وبطن، وحد ومطلع، والله تعالى كما جعل النعاس رحمة وأمنة للصحابة خاصة فى تلك الواقعة والحادثة فهو رحمة تعم المؤمنين.
والنعاس قسم صالح من الأقسام الماجلة للعريدين، وهو أمنة لقلوبهم عن متازعات النفس؛ لأن النفس بالنوم تستريح ولا تشكو الكلال والتعب؛ إذ فسى شكايتها وتعيها تكدير القلب وباستراحتها بالنوم بشرط العلم والاعتدال راحة القلب، لما بين الثفس والقلب من المواطأة عند طمأنينتها للمريدين السالكين، فقد قيل: ينبغى آن يكون ثلث الليل والنهار نوما حتى لا يضطرب الجسد، فيكون ثمائى ساعات: اللنوم ساعتان من ذلك يجعلهما المريد بالنهار، وست ساعات بالليل، ويزيد فى أحدهما وينقص من الآخر على قدر طول الليل وقصره فى الشتاء والصيف. وقد يكون، بحسن الإرادة وصدق الطب، ينقص النوم من قدر الثلث، ولا يضر ذلك إذا صار بالتدريج عادة.
وقد يحمل ثقل السهر وقلة النوم وجود الروح والأنس، فإن النوم طبعه بارد رطب، ينقع الجسد والدماغ، ويسكن من الحرارة واليبس الحادث فى المزاج، قان تقص عن (1) آية رقم 11 من سورة الأنقال.
(2) آية رقم 12 من سورة الأنقال.
مخ ۱۶۶