============================================================
44 الباب الأو بهون اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار جمع من الشايخ الصوفية كاثوا يديمون الصوم فنى السفر والحضر على الدوام حتى لحقوا بالله تعالى.
وكان عبد الله بن جابار قد صام نيفا وخمسين سنة لا يفطر فى السفر والحضر، قجهد به أصحابه يوما قأفطر، فاعتل من ذلك أياما.
فإذا رأى المريد صلاح قلبه فى دوام الصوم فليصم دائما، ويدع للإقطار جانيا؛ فهو عون حسن له على ما يويد، روى أبو موسى الأشعرى قال: قال رسول الله : رن صام الدهر ضيقت عليه جهتم هكذا، وعقد تسعين.) (1) أى لم يكن له فيها موضع.
وكره قوم صوم الدهر، وقد ورد فى ذلك ما رواه أبو قتادة قال: سئل رسول الله : كيف بمن صام الدهر؟
قال: "لا صام ولا أقطر).
وأول قوم أن صوم الدهر هو أن لا يفطر العيدين وأيام التشريق فهو الذى يكره.
وإذا أفطر هذه الأيام فليس هو الصوم الذى كرهه رسول الله .
ومنهم من كان يصوم يوما ويفطر يوما، وقد ورد: "أفضل الصيام صوم أخى داود عليه السلام: كان يصوم يوما ويقطر يوما،.
واستحسن ذلك قوم من الصالحين؛ ليكون بين حال الصير وحال الشكر ومنهم من كان يصوم يومين ويفطر يوما، أو يصوم يوما ويفطر يومين.
ومتهم من كان يصوم يوم الاثتين والخميس والجمعة.
وقيل: كان سهل بن عبد الله يأكل فى كل خمسة عشر يوما مرة ، وفى رمضان ياكل أكلة واحدة، وكان يفطر بالماء القراح للسئة.
وحكى عن الجثيد أنه كان يصوم على الدوام؛ فإذا دخل عليه إخوته أقطر معهم ويقول: ليس فضل المساعدة مع الإخوان بأقل من فضل الصوم.
غير أنه هذا الإفطار يحتاج إلى علم؛ فقد يكون الداعى إلى ذلك شره النفس، لا نية الموافقة، وتخليص النية لمحض الموافقة مع وجود شره النفس صعب.
(1) رواه الإمام احمد.
مخ ۱۴۳