============================================================
وقال ابن عباس ، رضى الله عنهما : ركعتان فى تفكير خير من قيام ليلة .
وقيل : إن محمد بن يوسف الفرغانى رأى حاتما الأصم واقفا يعظ الناس فقال له : يا حاتم، أراك تعظ الناس أفتحسن أن تصلى؟ قال: نعم . قال : كيف تصلى؟ قال: أقوم بالأمر وأمشى بالخشية وأدخل بالهيبة ، وأكبر بالعظمة، وأقرأ بالترتيل، وأركع بالخشوع ، وأسجد بالتواضع وأقعد للتشهد بالتمام ، وأسلم على السنة، وأسلمها إلى ربى، وأحفظها أيام حياتى ، وأرجع باللوم على نفسى ، وأخاف أن لا تقبل منى، وأرجو أن تقبل منى وأثا بين الخوف والرجاء ، وأشكر من علمنى ، وأعلمها من سآلنى، وأحمد ربى إذا هدانى فقال محمد بن يوسف : مثلك يصلح أن يكون واعظا.
وقوله تعالى : (الا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)(1) قيل : من حب الدنيا ، وقيل : من الاهتمام . وقال عليه الصلاة والسلام : (من صلى ركعتين ولم يحدث نقسه فيهما بشىء من الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذثبه)(2).
وقال أيضا: (إن الصلاة تمسكن وتواضع، وتضرع وتنادم ، وترفع يديدك وتقول: اللهم .. اللهم فمن لا يفعل فهى خداج(3) أى ناقصة.
وقد ورد أن المؤمن إذا توضأ للصلاة تباعد عنه الشيطان فى أقطار الأرض ، خوفا منه ، لأنه تأهب للدخول على الملك، فإذا كبر حجب عنه ايليس قيل : يضرب بينه وبينه سرادق لا ينظر إليه، وواجهه الجبار بوجهه، فإذا قال : (الله اكب اطلع الملك فى قلبه، فإذا لم يكن فى قلبه أكير من الله تعالى يقول : صدقت، الله فى قلبك كما تقول، وتشعشع من قلبه نور يلحق بملكوت العرش، ويكشف له بذلك النور ملكوت السموات والأرض، ويكتب له حشو ذلك الثور حستات إن الجاهل الغافل إذا قام إلى الصلاة احتوشته الشياطين كما يحتوش الذياب علسى نقطة العسل فإذا كير اطلع الله على قلبه، فإذا كان شىء فى قلبه أكبر من الله تعالى عنده يقول له: كذبت، ليس الله تعالى اكبر فى قلبك كما تقول فيثور من قلبه دخان يلحق بعثان السماء، فيكون حجائا لقلبه عن الملكوت، فيزداد ذلك الحجاب صلابة، (1) آية رقم 43 من سورة النساء .
(2) رواه التساثى (3) رواه ابن ماجة.
مخ ۱۳۸