============================================================
ولكن لا يليق الرقص بالشيخ، ومن يقتدى به، لما فيه من مشابهة اللهو، واللهو لا يليق بمنصنبهم ويياين حال المتمكن مثل ذلك.
وأما وجه منع الإتكار فى السماع؛ فهو أن المثكر للسماع على الإطلاق من غير تفصيل لا يخلو من أحد أمور ثلاثة: اما جاهل بالسنن والآثار، وإما مغتر بما أتيح له من أعمال الأخيار، وإما جامد الطبع لا ذوق له فيصو على الإنكار، وكل واحد من هؤلاء الثلاثة يقابل بما سوف يقيل : أما الجاهل بالسنن والآثار فيعرف بما أسلفناه من حديث عائشة رضى الله تعالى عنها، وبالأخبار، والآثار الواردة فى ذلك، وفى حركة بعض المتحركين يعرف رخصة رسول الله للحبشة فى الرقص. ونظر عائشة رضى الله عتها إليهم مع رسول الله .
هذا إذا سلمت الحركة من المكاره التى ذكرناها .
وقد روى أن رسول الله قال لعلى رضى الله عنه : "أنت منى وأنا منك، قحجل(1).
وقال لجعفر "أشبهت خلقى وخلقى، فحجل. وقال لزيد "أنت أخونا ومولانا، فحجل، وكان حجل جعفر فى قصة ابنة حمزة لما اختصم فيها على وجعفر وزيد(2) وأما المنكر المغرور بما أتيح له من أعمال الأخيار، فيقال له : تقر بك إلى الله بالعبادة لنيتك لا لشغل جوارحك بها، ولولا نية قلبك ما كان لعمل جوارحك قدر، فإنما الأعمال بالنيات ولكل أمرىء ما نوى، والتية لنظرك إلى ربك خوفا أو رجاء، فالسامع من الشعر بيتا يأخذ منه معنى يذكره ريه إما فرحا أو حزئا، أو انكسارا أو افتقارا كيف يقلب فى أنواع ذلك ذاكرا لريه، ولو سمع صوت طائر طاب له ذلك الصوت فتفكر فى قدرة الله تعالى وتسويته حنجرة الطائر وتسخيره خلفه ومنشأ الصوت وتأديته إلى الأسماع كان فى جميع ذلك الفكر مسيخا مقدسا، فإذا سمع صوت آدمى وحضره مثل ذلك الفكر وامتلأ باطئه ذكرا وفكرا كيف ييكر ذلك؟!
خكى بعض الصالحين قال : كنت معتكقا فى جامع رجدة على البحر، فرآيت يوما طائفة يقولون فى جانب منه شيئا، فأيكرت ذلك بقلبى وقلت: فى بيت من بيوت الله تعالى يقولون الشعر! ا فرأيت رسول الله فى المنام تلك الليلة وهو جالس فى تلك الناحية والى جانيه أبو بكر، وإذا أبو بكر يقول شيئا من القول والنبى يستمع إليه (1) حجل الطائر والقلام وقف على رجل واحي، والمراد هنا الوثوب والرقص.
(2) حديت اختصم على وجمفر وزيد بن حارثة فى ابته حمزة الخ. رواه آيو داود من حديث على پسند حس
مخ ۱۳