فيهم، وتربيتهم على الاعتزاز بها والتعصب لها... وحتى إذا فاجأت المسلمين في العالم أحداث الثورة الاسلامية في ايران، وحدث انتصارها، فرحت قلوبهم المهمومة فرحا لم تعرفه منذ قرون، وضاعف منه أنه نصر غير محتسب. وعمت أعمال التعبير عن فرحتهم، كل بلادهم. وكان منها أحاديث الناس عن فضل العجم والفرس وقوم سلمان، وكان عنوان مجلة المعرفة التونسية " الرسول يختار الفرس لقيادة الامة الاسلامية " واحدا من مئات العناوين في منشورات مغرب العالم الاسلامي ومشرقه، التي تعني أننا استعدنا ذاكرتنا عن الايرانيين، واكتشفنا أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله عنهم لم تكن تاريخا فقط، بل مستقبلا أيضا. ورجعنا إلى مصادر الحديث والتفسير نتتبع أخبار الايرانيين ونتفحصها، فإذا بها تخص المستقبل أكثر من الماضي، وإذا بها في مصادر السنة أكثر منها في مصادر الشيعة. ماذا نصنع إذا كانت أحاديث المهدي المنتظر والتمهيد لدولته فيها السهم الاوفر للايرانيين واليمانيين، الذين ينالون شرف التمهيد لدولته والمشاركة في حركته عليه السلام. وفيها نصيب للنجباء من مصر، والابدال من الشام، والعصائب من العراق. وفيها حظ لمؤمنين متفرقين من أطراف العالم الاسلامي، يكونون أيضا من خاصة أصحابه ووزارئه، أرواحنا فداه وفداهم. ونحن نستعرض الاحاديث الواردة حول الايرانيين بشكل عام. ثم حول دورهم في عصر الظهور.
--- [ 195 ]
مخ ۱۹۴