عصر نهضت: لنډه معرفي
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
شكل 1-2: رائعة كوستانزو دا مويسيز: «الكاتب الجالس».
2
جاء صعود السلطان سليمان القانوني على العرش عام 1520 ليكثف التبادل الفني والدبلوماسي. فقد استجلب سليمان المفروشات الفاخرة التي من صنع النساجين الفلمنكيين، والمجوهرات والتاج الإمبراطوري من صائغي المشغولات الذهبية في فينيسيا، والتي كان يرتديها عندما فرض الحصار على فيينا في 1532، وكلف المهندس المعماري العثماني العظيم معمار كوكا سنان لبناء سلسلة من القصور والمساجد والجسور لمنافسة تلك التي لدى نظرائه الإيطاليين. فاستوحى سنان التصميمات من التقاليد المعمارية التركية الإسلامية، وكذلك التراث البيزنطي الذي قدمته كنيسة آيا صوفيا العظيمة لبناء سلسلة من المساجد في إسطنبول، بمخططات مركزية مقببة في أوائل القرن السادس عشر. وعندما عين البابا يوليوس الثاني المهندسين المعماريين دوناتو برامانتي، ولاحقا مايكل أنجلو من أجل إعادة بناء كنيسة القديس بطرس في روما، استلهما تصميماتهما من تصميم آيا صوفيا ذات القباب النصفية وأبراج المنارات، وكذاك من المساجد والقصور التي صممها سنان. لقد كان المهندسون المعماريون العثمانيون والإيطاليون يتنافسون من أجل إعادة بناء المدن الإمبراطورية اعتمادا على تقاليد فكرية وجمالية مشتركة.
شكل 1-3: القطعة الفنية الفارسية الرائعة لبهزاد «بورتريه لرسام».
3
ما تشير إليه هذه المبادلات والمنافسات هو أنه لم تكن هناك حواجز جغرافية أو سياسية واضحة بين الشرق والغرب في عصر النهضة. ولقد كان ذلك الاعتقاد الذي ظهر في القرن التاسع عشر بالفصل الثقافي والسياسي المطلق بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي هو ما طمس التبادل السهل للتجارة والأفكار بين هاتين الثقافتين. لقد انغمس الجانبان في كثير من الأحيان في صراعات دينية وعسكرية مع بعضهما البعض، ومع ذلك فقد استمر التبادل المادي والتجاري بينهما، رغم تلك الصراعات، وتمخض عن بيئة خصبة للإنجازات الثقافية في كلا الجانبين. كما أدى تراثهم الثقافي المشترك من الماضي الكلاسيكي التنافسي إلى تحقيق إنجازات جديدة نقول عنها الآن عصر النهضة.
رياح التغيير
بدلا من قطع التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، قامت الإمبراطورية العثمانية فور السيطرة على القسطنطينية بفرض ضريبة على هذه المبادلات. فقد فرضت السلطات العثمانية ضريبة على طرق التجارة البرية إلى بلاد فارس وآسيا الوسطى والصين، لكن هذا أدى إلى إيجاد وسائل جديدة لممارسة الأعمال التجارية. فقد حفز انتهاء حرب المائة عام تبادلا تجاريا أكبر بين شمال وجنوب أوروبا، مما تمخض عنه زيادة الطلب على السلع غير العادية من الشرق. وهذا بدوره أدى إلى زيادة حجم التبادل التجاري، كما أدى إلى سعي الدول الأوروبية المسيحية لإيجاد طرق للتحايل على الرسوم الجمركية الباهظة. وكان ثمن معظم البضائع الشرقية يسدد بسبائك الذهب والفضة الأوروبية. وعندما بدأت المناجم في وسط أوروبا في النضوب وبدأت التعريفات الجمركية في الازدياد، ظهرت الحاجة لمصادر جديدة للعائدات؛ وقد أدى هذا مباشرة إلى زيادة الاستكشاف الجغرافي والاكتشافات.
لعدة قرون، كان الذهب ينتقل إلى أوروبا عبر شمال أفريقيا وطرق القوافل عبر الصحراء الكبرى. فكان الذهب المستخرج من المناجم في السودان ينقل على طول هذه الطرق إلى تونس والقاهرة والإسكندرية، حيث كان يبادله التجار الإيطاليون بالسلع الأوروبية. ومن بداية القرن الخامس عشر أدركت الإمبراطورية البرتغالية والتجار أن السفر بالطرق البحرية على طول الساحل الأفريقي يمكن أن يوصلهم إلى أسواق الذهب والتوابل في مصادرها الأصلية، مع تجنب الضرائب المفروضة على طرق التجارة البرية خلال الأراضي العثمانية . وقد تطلب مثل هذا المشروع الطموح تنظيما ورأس مال. وبحلول منتصف القرن الخامس عشر، كان التجار من ألمانيا وفلورنسا وجنوة وفينيسيا يسيرون رحلات بحرية برتغالية على طول ساحل غرب أفريقيا، ويقدمون نسبة مئوية من الأرباح للملك البرتغالي.
ومع ذلك، لم يكن الذهب وحده يتدفق عائدا مرة أخرى إلى أوروبا من خلال طرق التجارة الأفريقية. فأثناء السفر خلال مملكة زعيم يسمى بودوميل في جنوب السنغال، قام التاجر الفينيسي ألفيس كاداموستو بمقايضة سبعة خيول «كلفتني كلها 300 عملة ذهبية» - على حد قوله - بمائة من العبيد. كانت هذه الصفقة مربحة للتاجر الفينيسي، على أساس سعر صرف مقبول قدره من 9 إلى 14 عبدا لكل حصان (وتشير التقديرات إلى أنه في ذلك الوقت كان يعيش في فينيسيا أكثر من 3000 من العبيد). وكتب كاداموستو في عام 1446، أنه من المقدر أن 1000 من العبيد يتم شحنهم من منطقة أرجين كل عام. فكانوا ينقلون إلى لشبونة ليتم بيعهم في جميع أنحاء أوروبا. وكانت هذه التجارة تمثل واحدا من أسوأ جوانب عصر النهضة الأوروبية، وشكلت بداية تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي التي ستجلب البؤس والمعاناة للملايين من الأفارقة خلال القرون اللاحقة. ومن الضروري أن نلاحظ كيف أن الاقتصادات التي مولت الإنجازات الثقافية الكبرى في عصر النهضة كانت تتربح من هذه التجارة غير الأخلاقية في الأرواح البشرية.
ناپیژندل شوی مخ