وهناك مئات من الشواهد التي يرويها المعاصرون، أمثال مخارق المغني، وأبي عبادة البحتري عن مشيخته، والعباس بن الفضل بن الربيع، وكوثر وغيرهم، عن سرف الأمين وبذخه ولهوه وعبثه، يصح أن ترجع إليها في مظانها، وكلها تؤيد صدق اللباب والجوهر.
فمن ذلك ما يرويه لنا حميد بن سعيد، من أن محمدا الأمين لما ملك وكاتبه عبد الله المأمون وأعطاه بيعته؛ طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيرهم لخلوته في ليله ونهاره، وقوام طعامه وشرابه وأمره ونهيه، وفرض لهم فرضا سماهم الجرادية، وفرضا من الحبشان سماهم الغرابية، ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمى بهم، وحتى قال في ذلك بعض شعراء العصر وقد ذكر أسماء بعضهم وحال الأمين معهم:
ألا يا مزمن المثوى بطوس
غريبا ما يفادى بالنفوس
لقد أبقيت للخصيان بعلا
تحمل منهم شؤم البسوس
فأما نوفل فالشأن فيه
وفي بدر فيا لك من جليس
وما العصمي بشار لديه
إذا ذكروا بذي سهم خسيس
ناپیژندل شوی مخ