قاد القلوب إلى الصبا فأمالها
قال: فأنصت له الناس حتى بلغ قوله:
هل تطمسون من السماء نجومها
بأكفكم أو تسترون هلالها؟
أو تجحدون مقالة عن ربكم
جبريل بلغها النبي فقالها؟
شهدت من الأنفال آخر آية
بتراثهم فأردتمو إبطالها
قال : فرأيت المهدي قد زحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع، ثم قال: كم هي؟ قال: مائة بيت. فأمر له بمائة ألف درهم.
هذه القصة وأمثالها وقعت لكثير من الأمراء والوزراء الذين عرفوا للشعر منزلته، فاستعانوا به على أغراضهم السياسية، كما كان الأمويون يستعينون به فيها، وحسبك أن نقول لك: إنهم استعملوه في المفاخرة، وفي إثارة العصبية واستحقاق الخلافة، وفي الهجاء والتحريض، فقد دخل سديف على عبد الله بن علي العباسي وعنده جماعة من بني أمية فأنشده قوله:
ناپیژندل شوی مخ