ابن سينا وأمثاله١.
فهم يصفون الله بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون له إلا وجودًا مطلقًا لا حقيقة له عند التحصيل وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان، يمتنع تحققه في الأعيان٢ فهؤلاء وصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن، لا فيما خرج عنه من الموجودات٣.
الدرجة الثانية: المتجاهلة الواقفة.
الذين يقولون لا نثبت ولا ننفي، وهذه الدرجة تنسب لغلاة المعطلة من القرامطة الباطنية المتفلسفة٤.
فهؤلاء هم غلاة الغلاة٥ لأنهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون: لا موجود، ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات، وإذا وصفوه
_________
١ الصفدية (١/٢٩٩، ٣٠٠) .
٢ مجموع الفتاوى (٣/٧)، شرح الأصفهانية (ص٥١، ٥٢) .
٣ مجموع الفتاوى (٣/٨) .
٤ شرح العقيدة الأصفهانية (ص٧٦) .
٥ مجموع الفتاوى (٣/١٠٠) .
1 / 87