كذلك قول ابن سينا وأمثاله١.
٢ـ وأما أصحاب المسلك الثاني: فقد زادوا في الغلو فقالوا: لا يسمى بإثبات ولا نفي، ولا يقال موجود ولا لا موجود ولا حي ولا لاحي. لأن في الإثبات تشبيهًا بالموجودات، وفي النفي تشبيهًا له بالمعدومات. وكل ذلك تشبيه. وهذا المسلك ينسب لغلاة المعطلة من القرامطة الباطنية والمتفلسفة٢.
٣ـ وأما أصحاب المسلك الثالث فيقولون: نحن لا نقول ليس بموجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، فلا ننفي النقيضين، بل نسكت عن هذا وهذا، فنمتنع عن كل من المتناقضين، لا نحكم بهذا ولا بهذا، فلا نقول ليس بموجود ولا معدوم، ولكن لا نقول هو موجود ولا نقول هو معدوم.
ومن الناس من يحكى هذا عن الحلاج، وحقيقة هذا القول هو الجهل البسيط والكفر البسيط، الذي مضمونه الإعراض عن الإقرار بالله ومعرفته وحبه وذكره وعبادته ودعائه٣.
وأصحاب هذا المسلك هم المتجاهلة اللاأدرية.
_________
١ الصفدية (١/٢٩٩-٣٠٠) .
٢ مجموع الفتاوى (٦/٣٥، ٣/١٠٠)، شرح الأصفهانية (ص٧٦، ٨٠) .
٣ كتاب الصفدية (١/٩٦-٩٨)، شرح الأصفهانية (ص٨٤) .
1 / 80