السنة والحديث١، وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها٢ ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورًا أخرى وذلك بآخر أمره.
ولكن كانت خبرته بالكلام خبرة مفصلة، وخبرته بالسنة خبرة مجملة، فلذلك وافق المعتزلة في بعض أصولهم التي التزموا لأجلها خلاف السنة واعتقد أنه يمكنه الجمع بين تلك الأصول، وبين الانتصار للسنة، كما فعل في مسألة الرؤية والكلام، والصفات الخبرية وغير ذلك٣.
وقال عنه السجزي: "رجع في الفروع وثبت في الأصول"٤ أي أصول المعتزلة التي بنوا عليها نفي الصفات، مثل دليل الأعراض وغيره٥.
وقال ابن تيمية: "أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كُلاَّب البصري، وأبو الحسن الأشعري كانا يخالفان المعتزلة ويوافقان أهل السنة في جمل أصول السنة. ولكن لتقصيرهما في علم السنة وتسليمهما للمعتزلة أصولًا فاسدة، صار في مواضع من قوليهما مواضع فيها من قول المعتزلة ما خالفا به السنة، وإن كانا لم يوافقا المعتزلة مطلقًا"٦.
_________
١ مجموع الفتاوى (٥/٣٨٦)، تذكرة الحفاظ (٢/٩٠٧) .
٢ العلو (ص١٥٠)، تذكرة الحفاظ (٢/٩٠٧) .
٣ مجموع الفتاوى (١٢/٢٠٤) .
٤ الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص١٦٨) .
٥ موقف ابن تيمية من الأشاعرة (١/٣٦٧) .
٦ الاستقامة (١/٢١٢) .
1 / 58