قالت وهي تنظر إلى الجزء السفلي الكثيف من لحيته: «بابا، إلى أين نذهب الآن؟»
فأطلق تنهيدة.
ثم قال وهو يسحب علبة من التبغ من جيب سترته: «أول شيء سنفعله هو إرسال برقية إلى روكساندرا، ثم يقلنا صديقي منصف بك في سيارته حتى منزله. كنت أنوي البقاء معه طوال فترة رحلتي، وآمل أن يتمكن من استضافتك أنت أيضا.»
أشعل يعقوب غليونه تاركا لها الفرصة لاستيعاب مغزى تلك الكلمات.
قال وهو يسحب نفسا من الغليون: «لست أدري كيف خطر لك أنها فكرة جيدة، ولكن ها أنت هنا، وعلنا نستفيد من هذا الوضع بأقصى ما يمكننا.»
بينما كان والدها يدخن، هبت رائحة مالحة لاذعة من أحواض السفن، فتذكرت إلينورا تلك الأيام المظلمة في السفينة. ارتجفت للذكرى، ودفعت ذلك الخاطر بعيدا عن ذهنها. لم يطرح عليها والدها أي أسئلة عن الوقت الذي قضته في السفينة؛ مما أشعرها بالسرور، فقد كانت على يقين من أن بعض الأمور من الأفضل ألا تناقش. وعندما انتهى والدها من تدخين غليونه، وقف حاملا حقيبته في يد بينما يقودها باليد الأخرى هابطا إلى المرفأ. «هل تريد عربة يا سيدي؟ غرفة؟ حمل حقائب؟»
حتى قبل أن يغادرا سطح السفينة احتشد حولهما جمهرة من الباعة الجائلين والسماسرة المتدافعين، وهم رجال ذوو وجوه ملطخة بالشحم يلوحون بالبطاقات ويحاولون انتزاع حقيبة والدها.
وظل يعقوب يردد وهو يمر سريعا: «كلا شكرا، كلا شكرا.»
فقال أحدهم مطلقا ضحكة مكتومة: «فتاة لطيفة. هل هي ابنتك؟»
جذب يعقوب إلينورا عبر حشد الباعة والسماسرة إلى منطقة أقل ازدحاما بالقرب من محطة القطار، ووضع حقيبته. لقد اختفى الكاهن مولر، ويبدو أن منصف بك لم يصل بعد. خطر لإلينورا أن تسأل والدها عما إذا كانا سيرسلان البرقية إلى روكساندرا، ولكنه بدا متوترا، ولم ترغب في إثارة المزيد من غضبه بأسئلتها. بحث وسط الحشود مرة أخرى قبل أن يدفعها برفق في اتجاه مقهى صغير. «تعالي هنا يا إيلي. هيا نجلس ونحتس فنجانا من الشاي.»
ناپیژندل شوی مخ