131

عرافه اسطنبول

عرافة إسطنبول

ژانرونه

شعرت إلينورا بالسيدة داماكان وهي تدفعها برفق من الخلف، وخرجت من الباب الأمامي تتبع الرسول عبر الممشى. ودون أن يسمح الوقت بالتفكير في أي خاطرة أخرى، كانا قد استقلا العربة وسارت بهما في الطريق، ولكن بدلا من أن تصعد التل نحو بوابة السلام سارت مع منحنى البوسفور حول القرن الذهبي مرورا بنافورة عامة خضراء اللون ذات قمة نحاسية نحو الجانب الشمالي الشرقي من القصر. كانت البوابة التي تحمي ذلك المدخل أصغر كثيرا من بوابة السلام، ولكنها مهيبة في حد ذاتها. كانت فتحتها منحوتة من قطعة واحدة من حجر البازلت، ومزينة بقرميد فيروزي اللون على هيئة نجوم؛ مما أعطى إلينورا الانطباع بأنها حوت ضخم يفتح فكيه كي يبتلعهما بالكامل.

وعندما ترجلت من العربة اقتربت منها امرأة شابة هادئة تشبه كثيرا تلك اللواتي لاحظتهن عندما كانت تتعافى من النوبة التي داهمتها في جناح السلطان الخاص. كانت صغيرة السن لا تتجاوز السابعة عشرة، رغم أنها كانت تبدو امرأة في عباءتها القطنية الواسعة. ودون أن تتفوه بكلمة أمسكت بيد إلينورا بين يديها، وقبلت أطراف أصابعها. «إن السلطان ينتظر.»

كانت تملك عينين خضراوين لافتتين للنظر، لامعتين كالذهب، تستظلان بغطاء كثيف من الرموش. أتاحت المرأة بعض الوقت لإلينورا كي تشعر بالارتياح لحضورها، ثم استدارت وقادتها إلى القصر نفسه. أخذتا تهبطان وتصعدان، واستدارتا لليمين مرتين ولليسار مرة قبل أن تدخلا قاعة مقببة تفوح برائحة الليمون والمسك.

قالت وهي تتوقف أمام باب مرتفع يحيط به اثنان من حراس القصر: «علي أن أتركك؛ فقد طلب السلطان مقابلتك على انفراد.»

تنحى الحارسان جانبا، وشعرت إلينورا بالمرارة في حلقها، فأمسكت بيد الفتاة. «بعد إذنك، هل يمكنني أن أطرح عليك سؤالا؟»

رمقت الفتاة إلينورا بمزيج من الشفقة والتعاطف، كما لو كانت عصفورا صغيرا قد وجدته يتجول وحيدا في الغابات. «هل تعلمين فيم يرغب فخامته في الحديث معي؟»

فقالت: «كلا، لا أعلم، ولكن ثقي بأنه سوف يعاملك جيدا مهما يكن الأمر الذي يريدك بشأنه.»

حاولت إلينورا أن تفكر في سؤال آخر، ولكن لم يخطر على بالها أي سؤال، وهكذا استدارت الفتاة الشابة عائدة عبر القاعة.

كانت الغرفة التي اقتيدت إلينورا إليها تعرف باسم غرفة الزنبق، نسبة إلى التصميم المحفور في الجبس حول مدخلها. كانت غرفة صغيرة ذات طابع بسيط إلى حد ما، والحائط البعيد بها تشغل معظمه أريكة زرقاء نصف دائرية جلس عليها السلطان يقرأ. وبالإضافة إلى الأريكة ومقعد خشبي محدب الشكل مرصع بعرق اللؤلؤ، لم تكن غرفة الزنبق تضم أثاثا سوى مكتب ولوحة زيتية تصور صيد الثعالب. ظلت إلينورا تراقب السلطان بعض الوقت وهو يقرأ قبل أن تتحدث. «هل هذه الساعة الرملية؟»

قال وهو يضع كتابه على الأريكة مقلوبا: «نعم، لا أعلم كيف أشكرك لترشيحها لي للقراءة.» «إلى أين وصلت فيها؟» «المجلد الثالث. عندما دخلت كنت قد وصلت إلى المشهد الذي يستدعي الجنرال كرزاب فيه أفراد العائلة الباقين كي يوبخهم ويوزع الثروة التي اكتشفها في ظهر خزانة والدته.»

ناپیژندل شوی مخ