کارل پوپر: سل کلونه رڼا
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
ژانرونه
18 «لا شيء يحدث عشوائيا أو بدون علة، وإنما كل شيء يحدث وفقا للعقل، وبالضرورة»، وبالنسبة لديمقريطس ليس الزمن دوريا، بل هو لا نهائي، وإلى الأبد تأتي عوالم إلى الوجود وترحل: «ليس لعلل الأشياء بداية، بل من زمن لا نهائي في الماضي، ومقدرة بالضرورة، تكون الأشياء التي وجدت والأشياء الموجودة الآن والأشياء التي سوف توجد» (
DK A39 ). ويروي ديوجينيس لائرتيوس عن تعاليم ديمقريطس (
IX, 45 ): «جميع الأشياء تحدث وفقا للضرورة، فالدوامة هي علة تكوين جميع الأشياء، وهذه يسميها الضرورة»، ويتهم أرسطو (
De Generation Animalium, 789b2 ) ديمقريطس بأنه لم يعرف علة غائية: «أغفل ديمقريطس العلة الغائية، ولذا فإنه يرد كل عمليات الطبيعة إلى الضرورة.» ويعترض أرسطو (
) مرة أخرى بأنه وفقا لديمقريطس؛ (لأنه يبدو أن ديمقريطس هو المعني) فإن سماءنا وجميع العوالم تحكمها المصادفة (وليس الضرورة فحسب)، غير أن لفظة «مصادفة» هنا لا تعني العشوائية فيما يبدو، بل عدم وجود غرض، عدم وجود علة غائية.
ذهب ديمقريطس إلى أن جميع الأشياء قد نشأت بواسطة دوامة من الذرات: أي الذرات مصطدما بعضها ببعض، يدفع بعضها بعضا قدما، ويجذب بعضها بعضا أيضا لأن بعضها له كلابات يمكن للذرات من خلالها أن تتشابك وتكون خيوطا (
Cp. DK A66; and Aëtius I 26, 2. )، كانت الرؤية الذرية للعالم ميكانيكية بحتة، ولكن هذا لم يمنع ديمقريطس من أن يكون من عظام المذهب الإنساني.
ظلت النظرة السائدة للعلم حتى وقتنا هذا نظرة حتمية ذات طبيعة ميكانيكية تقريبا، من الأسماء الكبيرة التي أخذت بهذا الرأي في أزمنتنا الحديثة هوبز، وبرسلي، ولابلاس، وحتى أينشتين (كان نيوتن استثناء)، ولم تصبح الفيزياء لا حتمية إلا مع ميكانيكا الكوانتم، ومع تفسير أينشتين الاحتمالي لسعة الموجات الضوئية، ومن تفسير هيزنبرج لصيغه اللاحتمية، وبخاصة مع تفسير ماكس بورن الاحتمالي لسعة موجات شرودنجر.
ولكي أناقش فكرتي اللاحتمية والحتمية فقد أدخلت في عام 1965م استعارة «السحب» و«الساعات»، فالسحابة بالنسبة للإنسان العادي غير قابلة للتنبؤ إلى حد كبير، ولا حتمية حقا، وإن الطقس لمضرب الأمثال في كثرة التقلب ، وعلى النقيض من ذلك تعد الساعة قابلة للتنبؤ إلى حد كبير، والحق أن الساعة المتقنة الصنع هي نموذج لنظام مادي ميكانيكي وحتمي.
يمكننا إذ نأخذ السحب والساعات كنموذجين نبدأ بهما للأنظمة اللاحتمية والحتمية، أن نصوغ وجهة نظر مفكر حتمي، مثل ديمقريطس، كما يلي:
ناپیژندل شوی مخ