کارل پوپر: سل کلونه رڼا
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
ژانرونه
14
الأثر الأوديبي: سبق لبوبر في كتابه «عقم المذهب التاريخي» أن دفع بمصطلح «الأثر الأوديبي»
Oedipal Effect
ليصف تلك الظاهرة الخاصة بتأثير النظرية أو التوقع أو النبوءة على الحدث الذي تتنبأ به أو تصفه. وسبق أن أشار إلى أن السلسلة السببية التي أدت إلى قتل أوديب لوالده قد بدأت بنبوءة «الوحي» بهذا الحدث.
15
إن هذه هي الثيمة المميزة والمتكررة في مثل هذه الأساطير، غير أنها فيما يبدو لم تلفت انتباه التحليليين، ولعل هذه الغفلة لم تكن من قبيل الصدفة. لقد عرض فرويد لمسألة الأحلام المؤيدة والتي يوحي بها المحلل إلى عقل المريض، إذ يقول: «إذا قال لنا شخص إن معظم الأحلام التي يمكن الإفادة منها في عملية التحليل تعود في مصدرها إلى إيحاء المحلل النفسي، فلن يسع نظرية التحليل عندئذ أن تعترض على ذلك.» ثم يردف دون أن يطرف له جفن: «غير أن هذه الحقيقة لا تنتقص البتة من قيمة النظرية وثبات نتائجها.» «... والفكرة القائلة بأن التنبؤ قد يكون له أثر في الحادث المتنبأ به ترجع إلى عهد قديم جدا. فقد جاء في الأقاصيص القديمة أن أوديب قتل أباه ولم يكن قد رآه من قبل، وكان ذلك نتيجة مباشرة للنبوءة التي دفعت أباه إلى نبذه. ولهذا أود أن أطلق اسم «الأثر الأوديبي» على تأثير النبوءة في الحادث المتنبأ به (أو على تأثير المعرفة عامة في الموقف المتصل بها)، سواء كان من شأن هذا التأثير أن يساعد على وقوع الحادث أو على منعه ... ومن أمثلة التأثير المنعي أن التنبؤ بأن سعر الأسهم سوف يأخذ في الارتفاع على مدى ثلاثة أيام ثم يهبط بعدها سوف يدفع الناس إلى أن تبيع أسهمها في اليوم الثالث، وبذلك يهبط السعر ويكذب التنبؤ.»
نحن إذن في العلوم الاجتماعية بإزاء تفاعل شامل معقد بين المشاهد والمشاهد، بين الذات والموضوع. ومن المحتمل أن يكون لوعينا بوجود الاتجاهات التي قد تسبب في المستقبل حادثا معينا، ولإدراكنا أيضا أن التنبؤ قد يؤثر هو نفسه في الحوادث المتنبأ بها، من المحتمل أن تكون لكل ذلك آثاره في مضمون التنبؤ، وقد يكون من شأن هذه الآثار أن تخل بموضوعية التنبؤات وغيرها من نتائج البحث في العلوم الاجتماعية.
إن التنبؤ حادث اجتماعي قد يتأثر بغيره من الحوادث الاجتماعية ويؤثر فيها، ومن بين هذه الحوادث الحادث المتنبأ به. وقد يساعد التنبؤ كما رأينا على الإسراع بوقوع هذا الحادث، ولكن من السهل أن نرى أنه قد يؤثر فيه على أنحاء أخرى، فقد يتطرف التنبؤ إلى حد خلق الحادث الذي تنبأ به، بمعنى أن الحادث ما كان ليقع أصلا لو لم يحدث التنبؤ، وقد يتطرف في الجهة المضادة فيتسبب في منع وقوع الحادث الذي يقول بأنه آت لا محالة (بحيث يمكن القول إن العالم الاجتماعي في استطاعته أن يسبب وقوع الحادث بالامتناع عن التنبؤ إما عامدا أو غافلا). وواضح أن هناك حالات كثيرة متوسطة بين هذين الطرفين. أي أن فعل التنبؤ بأمر ما، أو الامتناع عن التنبؤ، قد يكون لهما كليهما نتائج من أي نوع.
16 (9) التحصين الذاتي لنظرية التحليل النفسي
17
ناپیژندل شوی مخ