کارل پوپر: سل کلونه رڼا
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
ژانرونه
20
من الجلي أن هناك أوجه شبه كبيرة بين عالم بوبر الثالث وبين عالم المثل الأفلاطوني أو عالم الصور الموضوعية. غير أن هناك فرقا حاسما بينهما: وهو أن العالم 3 عند بوبر ليس ثابتا بأي حال من الأحوال بل يتغير باستمرار ويتطور كلما نمت المعرفة وتقدمت من خلال الفحص النقدي للمعارف التي تم لنا تحصيلها. وقد سبق أن ألمحنا إلى رفض بوبر لمذهب الماهية
Essentialism
أي رفضه لوجود واقع نهائي علينا أن نكتشفه ونفسر في ضوئه كل شيء آخر.
يقول بوبر في كتاب «النفس ودماغها»: «وفي حين أؤكد على وجود موضوعات العالم 3، فأنا لا أعتقد أن الماهيات موجودة، بمعنى أنني لا أعزو أي وضع وجودي لموضوعات تصوراتنا أو أفكارنا أو لمسميات هذه الأسماء. وأرى أن التأملات النظرية حول طبيعة أو تعريف الخير أو العدل ... إلخ تفضي إلى مماحكات لفظية وأن علينا اجتنابها. إنني مناوئ للمذهب الذي أسميته «مذهب الماهية»، ومن ثم أرى أن الماهيات العقلية الأفلاطونية لا تضطلع بأي دور في العالم 3 (أي أن عالم 3 الأفلاطوني - رغم أنه يعد استباقا واضحا للعالم 3 الذي قلت به - يبدو لي بناء عالم خاطئا). ومن جهة أخرى فلست أحسب أن أفلاطون كان على استعداد لقبول كيانات من قبيل المشكلات أو الحدوس الافتراضية - وبخاصة الكاذبة منها - داخل عالم الموضوعات العقلية الذي قال به.»
21 (2-8) مجمل مذهب التكذيب
للتنبؤ أهمية عظيمة تمنحنا أفضلية بقاء كبرى على أعضاء الفصائل الأخرى من الكائنات. وتعتبر القدرة على التنبؤ معيارا للعلم الصحيح بصفة عامة، فالتنبؤات الصحيحة هي المحك الذي تختبر به النظريات، وإذا تعذر اختبار نظرية ما بسبب عقمها من التنبؤات القابلة للاختبار بقيت هذه النظرية عديمة القيمة. وتؤكد التوصيفات التقليدية على أهمية «تحقيق» النظرية، أو إثباتها بالملاحظة والتجربة. غير أن التحقيق مهما امتد وتواتر لا يملك أن يقدم برهانا نهائيا على صحة النظرية. ولننظر، لتقريب ذلك، إلى هذه القضية التجريبية الشهيرة:
جميع الدببة القطبية بيضاء.
إن هذه النظرية تتنبأ بأن الدب الذي سأراه في المرة القادمة سيكون أبيض، قد نقول عندئذ إن هذا يحقق النظرية، ولكن الحقيقة أن هذا لا يعد برهانا نهائيا على صدق النظرية ما دام هناك احتمال على أي حال بأن يأتي الدب التالي لهذا غير أبيض. ولو صدق هذا وأتى الدب التالي غير أبيض فإن هذه الملاحظة بمفردها تكفي لتكذيب النظرية تكذيبا حاسما ونهائيا. هكذا نرى أن تحقيق النظريات لا يتأتى دفعة واحدة، بل تربو ثقتنا فيها رويدا رويدا، أما التكذيب فقد يجهز عليها في ضربة واحدة قاضية. التكذيب إذن هو الذي يحسم أمر القضية وليس التحقيق.
22
ناپیژندل شوی مخ