کارل پوپر: سل کلونه رڼا
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
ژانرونه
مستمرة. وهو ما يعني أن بوبر ينظر نظرة متشائمة إلى الحكومات ويراها عاجزة بدرجة أو بأخرى وقمينة بإساءة استخدام السلطة، ولا يكبحها عن هذا إلا نظام سياسي يتيح لها أن تحكم في حدود احتمال مواطنين بمكنتهم سحب تأييدهم لها في أي وقت. وحتى هذا غير كاف، فنظرياتنا في المؤسسات والنظم غير معصومة، والحكمة تفرض علينا اليقظة الدائمة.
لم يسلم النقد الذي وجهه بوبر للفكر السياسي الأفلاطوني هو ذاته من النقد، ولم يرق لكثير من المفكرين. غير أن الفلاسفة الأكثر أهمية أيدوا بوبر في هذا النقد وأشادوا به. فكتب برتراند رسل: «إن هجومه على أفلاطون، رغم أنه غير تقليدي، هو في رأيي صائب تماما.» وكتب جلبرت رايل، وهو نفسه أكاديمي متخصص في أفلاطون، في مراجعته لكتاب بوبر في العقل: «إن دراساته في التاريخ اليوناني والفكر اليوناني كانت بلا شك عميقة ومبتكرة، وإن تفسيراتنا لأفلاطون لن تعود بعدها أبدا كما كانت من قبل.» وقد عاد رايل فأكد حكمه هذا بعد ربع قرن من الزمن في حديث لإذاعة
BBC (28 يوليو عام 1972).
أرسطو: كان فكر أرسطو متأثرا تماما بفكر أفلاطون، وهو في مجال السياسة يظاهر آراء أستاذه عن العبودية (بعض البشر أحرار بالطبيعة وبعضهم عبيد بالطبيعة ... الهيلينيون أحرار والبرابرة عبيد ... العبد خلو من ملكة العقل). ونحن ندين لأرسطو بالفضل في معظم ما نعرفه عن الحركة الأثينية المضادة للعبودية. فمن خلال انتقاده لحجج دعاة الحرية فقد حفظ لنا بعض أقوالهم.
14
ولأرسطو أثر كبير على فكر هيجل السياسي. فقد ذهب هيجل إلى أن جميع العلاقات الشخصية يمكن ردها إلى العلاقة الأساسية بين السيد والعبد ... بين السيطرة والخضوع، وعلى كل امرئ أن يناضل لكي يؤكد ذاته، ومن افتقر إلى الشجاعة والقدرة على حفظ استقلاليته فلا بد أن يكون مآله إلى العبودية. هذه النظرة الهيجلية الجذابة عن العلاقات الشخصية كان لها بالطبع ما يناظرها في العلاقات الدولية. فالأمم أيضا يجب أن تؤكد ذاتها على مسرح التاريخ، ومن واجبها أن تحاول السيطرة على العالم. هذه النتائج البعيدة المدى كانت جميعا هاجعة لأكثر من عشرين قرنا، مخبوءة وغير منماة، في مذهب الماهية
Essentialism
الأرسطي. لقد كانت الأرسطية أخصب وأحفل بالنتائج مما يظن معظم دعاتها.
15 (10) هيجل
الحق أن الفصل الذي عقده بوبر لفلسفة هيجل السياسية هو أفقر الفصول بالنقد الموضوعي والرأي السديد، وأحفلها بالقدح الشخصي والسب المقذع. فهو لا يرى في هذا المارد الفكري الهائل أكثر من دجال مبين يتعمد استخدام أسلوب طنان ملغز لكي يواري الخواء الحقيقي لفكره، وهدفه الوحيد هو أن يخدم سيده الملك البروسي الرجعي الذي رد بدوره الجميل فيما أسبغه على هيجل من مكانة ونفوذ. لقد تمتع هيجل بنفوذ استثنائي في مجال العلوم الإنسانية والفلسفة، وعلى جميع الأجنحة السياسية: اليسار الماركسي المتطرف، والوسط المحافظ، واليمين الفاشي المتطرف. فاليسار قد أبدل بفكرة هيجل عن حرب الأمم فكرة حرب الطبقات، واليمين المتطرف أبدل بها الحرب العنصرية. غير أن كليهما قد اقتفى أثر هيجل عن وعي إلى حد كبير. أما الوسط المحافظ فهو أقل وعيا بدينه لهيجل.
ناپیژندل شوی مخ