============================================================
السبط رضي الله عنه مع كونه أعلى مقاما وحالا من الحلاج بلا شك ولا مرية فأجاب: بأن الحلاج إنما قتل على اعتقاد قاتله أته كفر فأظهر الله براءته بذلك عند ذلك، وأما الحسين فإنه لم يقتل على ذلك لعصيان قاتليه بقتله ظاهرا وباطنا، وإنما الجأهم البغي والحسد والطغيان على مقاومته مع علمهم من هو، بخلاف الحلاج فإن قاتليه لهم نوع شبهة وعذر، بل هم مصيبون في ذلك لوقوفهم مع مظاهر الشريعة فلهم أسوة بالسيد موسى عليه السلام في إنكاره على الخضر عليه السلام، لكنه وقوف على الظاهر وفيه القصور.
فلذلك قال نبينا في حق موسى: "ليته صبر"، إذ يمكن حمل كلام العارفين على الأمر الصحيح عقلا وشرعا كما قال حجة الإسلام الغزالي نفع الله به في حق الحلاج في قوله: أنا الحق، إنه استغرق بالحق حتى لم يكن فيه متسع لغيره، وما أخذ كلية الشييء واستغرقه قديقال: إنه هو.. انتهى.
حرارة الذكر: واسمع هنا ما قاله ابن عطاء الله(1) فيما يتعلق بالذكر فإنه من عطاء الله وهذا ما قاله: الذكر نار لا تبقي ولا تذر، فإذا دخل بيتا قال: أنا لا غيري، وهو من معاني لا إله إلا الله، فإذا وجد فيه حطبا أحرقه فصار نارا، وإن كان فيه ظلمة كان ثورا فنوره، وإن كان فيه نورا صار نورا على نور، إلى أن قال: والذكر مذهب من الجسم الأجزاء الزائدة الحاصلة من الإسراف في الأكل ومن تناول اللقم الحرام، وأما الحاصلة من الحلال فلا بد له منها(2)، فإذا (1) ابن عطاء الله السكندري: مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح في ذكر الله الكريم الفتاح ص8 .
(2) في مفتاح الفلاح: عليها
مخ ۸۱