============================================================
بقوله : "موتوا قبل أن ثموتوا"(1) وقول الأستاذ عبد القادر الجيلاني: مت ألف ميتة، وقول الأستاذ آبي بكر العيدروس(2) في موشحه: فيكم قتلت آلف قتله من قبل الجم ام وآن يذكرها بآن المعاصي كالحلوى المسمومة بل هي أشد كما انكشف ذلك للعارفين بالله تعالى، فهي تفعل في الدين كما يفعله السم في البدن، فكيف للعاقل آن يقدم عليها؟
وليذكرها أن لذات الدنيا كلها لو فاتث فليس فيها كثير ضرر لسرعة زوالها وبقاء تبعاتها، وإنها لا تصبر في الدنيا على قرص النملة والضرب بالسياط والكية وهي آلام متناهية، فكيف تصبر على مقامع الحديد في الآخرة من الملائكة الغلاظ الشداد والإحراق بالنار ظاهرا وباطنا ولشع حيات 4 كالجمال، وعقارب كالبغال خلقت من النار بلا انقطاع مدى الدهور والأعصار، وأن الأخلاق المذمومة هي بعينها تنقلب في الآخرة حيات وعقارب، وإليه الإشارة بقوله "إنما هي أعمالكم ترد عليكم"(2).
(1) قال الحافظ السخاوي في كتابه المقاصد الحسنة برقم (539) : (قال شيخنا- يعني الحافظ ابن حجر-: انه غير ثابت) . وقال الشيخ ملا علي القاري في كتابه الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ص (363): (قلت : هو من كلام الصوفية، والمعنى موتوا اختيارا قبل أن تموتوا اضطرازا، والمراد بالموت الاختياري ترك الشهوات واللهوات ومايترتب عليها من الزلات والغفلات): (2) أبو بكر بن عبد الله العيدروس بن آبي بكر بن عبد الرحمن السقاف. ولد بمدينة تريم سنة 851ب وحفظ القرآن الكريم في صباه وتعلم على والده ومشايخ عصره، واستوطن عدن سنة 889هولم يزل بها حتى وفاته سنة 914ه ودفن بمقيرة القطيع الشهيرة بها، وعلى قبره قبة ثزار. الشلي: المشرع الروي 34:2 -41، الحبشي: عقد اليواقيت 2: 117- 118.
(3) رواه أبو نعيم في الحلية (5: 126) وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4: 68): أخرجه الطيراني في الأوسط والحاكم في المستدرك بسند ضعيف.
مخ ۲۵