عرائس البیان په حقایقو قران کي
عرائس البيان في حقائق القرآن
ژانرونه
هكذا سرادق الحضرة ، وأيضا جبل الصفا مصعد العارفين لأجل تصفية الأرواح بنور المعرفة طلبا المشاهدة ، وجبل المروة مدرج الزاهدين لتزكية الأشباح بمدامع الندم ، سعيا في طلب معاملة الآخرة ، وطمعا للجزاء والمثوبة ، وأيضا الصفا إشارة إلى الأزل ، والمروة إشارة إلى الأبد ؛ لأنهما من شعائر الله تعالى ، وأيضا الصفا هو الروح ، والمروة هي القلب.
وقيل : إن من صعد الصفا ، ولم يصف سره لله لم يتبين عليه من شعائر الحج شيء ، ومن صعد المروة ، ولم يتراءى له حقائق المغيبات لم يظهر له من شعائر الحق شيء.
وقيل : إن الصفا موضع المصافاة مع الحق ، من لم يجرد لمصافاة الحق معه ؛ فليعلم تضييع أيامه ، وسعيه في حجه.
وروى الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله أنه قال : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم يقول : سمعت أبا جعفر يقول : عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر قال : الصفا الروح لصفائها عن درن المخالفات ، والمروة النفس لاستعمالها المروة في القيام بخدمة سيدها ، وقال : الصفا صفا المعرفة ، والمروة مروة العارف.
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (164))
أي : إن في إبداع السماوات والأرض كشوف نور الصفات في نور الأفعال ، فظهور نور الأفعال في مسرح الآيات ، وأيضا السماء إشارة إلى الرأس ، والأرض إشارة إلى الصورة ، وأيضا السماء إشارة إلى الروح ، والأرض إشارة إلى القلب ، وقوله : ( واختلاف الليل والنهار ) أي : في نقصانها وزيادتهما وذهابهما ومجيئهما اعتبار بطلوع شمس المعرفة من مشرق القربة ، وغروبها في مغرب النكرة في وقت الغيبة عن المشاهدة ، وظهور ظلم ليالي الهجر في ذهاب نور الوصل ، وزوالها بإشراق أنوار تجلي الحق في قلوب أهل المحبة ، وأيضا أي : اعتبروا بهما في مواجيد الأحوال ، واستقرارها فيكم ، وفقدانها في وقت انقباضكم عن رؤية البسط والانبساط.
( والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ) أي : العارفين في جريان القلب في بحار القدم والأبد ، وموج بحر الصفات لطلب دار المعرفة من قعر بحر الذات بمنافع المريدين رؤية الصفات الجبروتية في الآيات الملكوتية.
مخ ۷۰