251

عرائس البیان په حقایقو قران کي

عرائس البيان في حقائق القرآن

ژانرونه

قوله تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل ) كما أن في الآية تخويفا لمحب الدنيا ، وترغيبا لطالب العقبى الذي هو مطيع الله بنعت التقوى.

وأيضا : فيها إشارة إلى أن العارف أخذ التوسع ، وألف الرخص بعد احتراقه في المجاهدة والرياضة بنيران المحبة ؛ لأنه لا ينكر عليه أحد لم يبلغ إلى درجته ، فإن الدنيا بأسرها لو كانت ذهبا وجواهر ومسكا وعنبرا ووردا وريحانا ونساء ومركبا وثيابا حسنة ومجالس رفيعة قليلة في جنب ما يحتاجه إليه ؛ لأنه يريد أن يسلي قلبه في فراق محبوبه بشيء مستحسن من الحدثان ، ولا يكفيه جميع المستحسنات من العرش إلى الثرى ، فكيف بشيء قليل من قليل ، وإن الله سبحانه يسلي فؤاده بقوله : ( والآخرة خير لمن اتقى ) أي : لمن يصبر في مجاهدته وشوقه إلي من الاستئناس بهذه المستحسنات القليلة ؛ لأن في الآخرة كشف جمالي له ، الذي هو راحة لا راحة فوقها ، كما قال عليه السلام : «لا راحة للمؤمن دون لقاء الله» (1).

قال الواسطي : هون الدنيا في أعينهم ؛ لئلا يشق عليهم تركها.

قوله تعالى : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ظاهره تخويف للمخالفين ، وباطنه توجيه للمشتاقين ، أي : لا تخافوا أيها المشتاقون إلى لقائي ؛ فإني آتيكم بأحسن ما تظنون بي ، فأريحكم من سجن الدنيا ، وأوصلكم إلى مجلس وصلتي أينما كنتم ، فأنا معكم ، فإذا حان وقت القربة أسلبكم من أيدي المنايا ، وموتكم خروج أرواحكم بظهور مشاهدي كحجر المغناطيس حيث يظهر بجذب الحديد إليه.

وفيه إشارة : أي : لو طرتم بجناح الروحانية فوق الملكوت لتكون أجسامكم كأرواحكم يدرككم سطوات عظمتي منزل أرواحكم من أجسامكم ؛ لأن الأجسام الترابية لا تقوم بإزاء كشف عظمتي إلا بترتيبي إياها في مواقف العرض الأكبر ، ومثل هذا الموت يكون فرح المؤمن العارف به ، وهو بشارة الحبيب له ، يبشره بوصله وقربته ، و «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه» (2).

بشر أحبائي أن الموت راحتهم

والموت وصلتهم والموت تقريب

قوله تعالى : ( قل كل من عند الله ) وبخ الله المفلسين الذين سقطوا من عينه وحفظه وكلاءته حتى إذا أتت إليهم راحة أقبلوا إلى الله من فرح النفوس ولذة الشهوات ، لا بنعت المعرفة والمحبة ، وإذا أتتهم محنة أضافوها إلى غيره ، ورجعوا إلى الأسباب ، وخاصموا ، وظهر

مخ ۲۶۱