عرائس البیان په حقایقو قران کي
عرائس البيان في حقائق القرآن
ژانرونه
بموته أو برفع الوسائط بيني وبينكم ؛ لأن من شاهد الحق وعاينه تكون محبته وعبوديته بغير واسطة الربوبية ، قائمة بذاته ، أبدا ليس للأولياء والأنبياء إلا الإخبار والأنباء عند أمر الله ، وكشفه مراده لهم ، وخص من بينهم الصديق وأقرانه رضي الله عنهم أجمعين.
ألا ترى حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كان يعبد محمدا ؛ فإن محمد قد مات ، ومن كان يعبد الله ؛ فالله حي لا يموت» (1)، وهذا الوصف ظاهر في آخر الآية ( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ) في الصديق ونظرائه رضوان الرحمن عليهم بقوله : ( وسيجزي الله الشاكرين ) يعنى : أبا بكر ، ومن كان قلبه مثل قلبه في الإيمان والإيقان شكرهم استقامتهم في الرب والولاية ، وجزاء شكرهم نصر الله وظفره لهم بانهزام المروة عن ساحة الشريعة.
قال الواسطي : غضت البصائر عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا لرجل واحد ، وهو فضل عليهم ، وهو الداعي إلى الله على بصيرة ، وهو أبو بكر ، فكأن هذه الآية خص هو بها ، وعجزت الأمة عن ذلك لضعف نحائرها ، ووهن بصائرها ، وبأن فضيلة أبي بكر بذلك ، وهو قول : «من كان يعبد محمدا ؛ فإن محمد قد مات».
وقال الحسين : ليس للرسول إلا ما أمر به أو كشف له ، ألا تراه لما سئل : «فيم يختصم الملا الأعلى» (2)، يعني : لم يسمع حسا ولا نطقا ، فلما غيب عنه شاهده فوقع الصفة عليه شاهدهم بشهود الحق ، وذهب عنه صفة آدميته فتكلم بالعلوم كلها.
قوله تعالى : ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) بين الله سبحانه أن من قدرته إماتة حي أعظم من إيجاد حي وأعجب من إبقائه ؛ لأن في الموجود قدرة وليس في المعدوم قدرة ، وأيضا إشارة إلى أهل الرياضة ، أي أن النفس الأمارة لا تزول بالرياضة والمجاهدة أنها تطمئن بإذن الله وبحلاوة ذكره ومناجاته.
قال الواسطي : ليس نفس تملك الفناء والبقاء ، بل كان ذلك الآجال مضروبة ، كما قال تعالى : ( لكل أجل كتاب ).
وقوله تعالى : ( ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ) ثواب الدنيا المعرفة ، وثواب الآخرة المشاهدة ، وأيضا ثواب الدنيا محبته ، وثواب الآخرة قربته ، وأيضا أي : من وقع في محل الإرادة وأرادني فقد أتجلى له بالآيات ومن الآيات
مخ ۲۰۱