فهذه عقيدة الفرقة الناجية، والطائفة التي على الحق ظاهرة، وهي الدين الذي شرعه الله لمحمد المصطفى، ووصى به نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى، وحتم الاجتماع عليه وإقامته، وحرم الاختلاف فيه وفرقته، وهي:
أن الذي خلق العالمين هو الله الواحد الأحد، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، عالم الغيب والشهادة، وأنه هو الأول والآخر، وهو على كل شيء قدير، وهو العزيز الحكيم، والسميع البصير، والغني الحميد، وأنه {ليس كمثله شيء}[الشورى:11]، { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}[الأنعام:103].
وأنه العدل فلا يظلم ربك أحدا، وأنه لا يريد ظلما للعباد {إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}[يونس:44]، فلا يعاقب أحدا ولا يثيبه إلا بعمله.
وأنه الصادق في وعده ووعيده، {ومن أصدق من الله حديثا}، لايبدل القول لديه وما هو بظلام للعبيد ف{لا تزر وازرة وزر أخرى}[فاطر:18]، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}[النجم:39].
وأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولا يكلفها إلا ما آتاها.
وأن الأعمال منسوبة إلى من نسبها الله إليه في نحو قوله تعالى{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}{فصلت:46}.
مخ ۲