العاقبة په د مرګ ذکر کښ
العاقبة في ذكر الموت
پوهندوی
خضر محمد خضر
خپرندوی
مكتبة دار الأقصى
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٦ - ١٩٨٦
د خپرونکي ځای
الكويت
قَالَ سهل فَقلت لَهُ كَيفَ وجدت نَفسك عِنْد ذكر الْمَوْت فَقَالَ أصابتني قشعريرة ثمَّ مَاتَ الرجل فِي الْوَقْت الَّذِي حد لَهُ
وَقد تقدم لَك أَن النَّبِي كَانَ عِنْد الْمَوْت يدْخل يَده فِي قدح فِيهِ مَاء وَيمْسَح بِهِ وَجهه وَيَقُول اللَّهُمَّ هون عَليّ سَكَرَات الْمَوْت
وَقَالَ عمر بن صبيح السعيدي رَأَيْت عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان العابد فِي مَنَامِي بعد مَوته وَعَلِيهِ ثِيَاب خضر على رَأسه إكليل من لُؤْلُؤ فَقلت لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّد كَيفَ كنت بَعدنَا وَكَيف وجدت طعم الْمَوْت وَكَيف وجدت الْأَمر هُنَاكَ فَقَالَ أما الْمَوْت فَلَا تسْأَل عَن شدَّة كربه وغمه وَلَكِن رَحْمَة الله تَعَالَى سترت منا كل عيب وَمَا نلتها إِلَّا بفضله
وَأَيْضًا فَإنَّك لَا تَدْرِي بِمَا تسمع نَغمَة الْملك الْوَارِد عَلَيْك من رَبك وَلَا بِمَاذَا يبشرك وَلَا بُد لَك من إِحْدَى البشريين والإعلام بمنزلك الَّذِي كتب لَك من إِحْدَى الدَّاريْنِ وَلَا بُد لَك من أَن يقرع سَمعك قَوْله إِمَّا يَا ولي الله أبشر بِالْجنَّةِ وَإِمَّا يَا عَدو الله أبشر بالنَّار
وَهَذَا هُوَ الَّذِي قطع قُلُوب الْخَائِفِينَ وأسال عبرات التائبين وأسهر ليَالِي العابدين
وَإِن كنت من جملَة الخاطئين وَأَصْحَاب الْكَبَائِر من الْمُسلمين فَلَا بُد أَن يفتح لَك الْبَاب الَّذِي تلج مِنْهُ وَيظْهر لَك الْعَمَل الَّذِي تسْأَل عَنهُ
وَقد تقدم الحَدِيث الصَّحِيح عَن الله ﷿ إِذا أحب عَبدِي لقائي أَحْبَبْت لقاءه وَإِذا كره عَبدِي لقائي كرهت لقاءه
وَإِن هَذِه الْمحبَّة وَهَذِه الْكَرَاهِيَة لَا تكون إِلَّا عِنْد الْمَوْت ذكرت ذَلِك عَائِشَة ﵂ وَهَذَا مَوضِع ذكرى تتفتت لَهَا الأعضاد وتتصدع لَهَا الأكباد
وسأذكر لَك جملَة من كَلَام المرضى والمحتضرين من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ من الصَّالِحين وَغَيرهم من المغترين والجهلة المخدوعين لَعَلَّه يُحَرك مِنْك سَاكِنا ويخوف مِنْك آمنا ويشغلك بعون الله ظَاهرا وَبَاطنا
1 / 118