ولا تعامله كأنه ذات (Subject)
تعاون ذاته وتمدها وتوسع معها نطاق المحسوسات والمعلومات.
والأستاذ لافيل يقسم الوجود إلى درجات على حسب ما فيه من العدم. فالوجود المحض الذي لا يقاربه العدم (Nothingness)
هو الله، ووسيلتنا إلى العلم به وإدراكه هي نفس تبرأ من شوائب العدم وتمتلئ بالكيان الصادق، والفرق بين الوجود المحض والوجود الذي يقاربه العدم أن الوجود الأول فعل محض والوجود الثاني فعل وقابلية. أو قدرة حاصلة وقدرة موجودة بالقوة دون الفعل، وليس المقصود بالفعل ما تفعله الأيدي والأعضاء وحسب، بل من الفعل عند لافيل أن يتم الوعي والشعور، ومن كان وجوده وجودا صادقا كان أوفى وعيا وأكمل إدراكا لما يدخل في وعيه، فهو أقرب الموجودات إلى الله وأبعدها من العدم.
فالوجود يتراوح بين العدم والله، ووجود المادة التي لا تعي هو أقرب درجات الوجود إلى العدم، ووجود الوعي الواسع المحيط بما حوله هو أقربها إلى الله، وعلى الإنسان أن يصبح وجودا محضا في وعيه خالصا غاية الخلوص من أوهاق الجثمان، فهو إذن على اتصال بالحضرة الإلهية، وهو إذن فعل لا يشتمل على قوة معطلة من قوى الموت والفناء. •••
وفي سويسرة مدرسة وجودية تشبه المدرسة الفرنسية في بعض ملامحها وتخالفها في ملامح أخرى.
فمن وجوه الشبه بين الوجودية السويسرية والوجودية الفرنسية أن فلاسفة سويسرة الوجوديين يدينون بمذهب الكنيسة، ومن وجوه الاختلاف بين المدرستين أن هؤلاء الفلاسفة لم يبدأوا بالإلحاد ومعظمهم نشأوا على خدمة الدين على مذهب الكنيسة الإنجيلية.
وأشهر هؤلاء الفلاسفة كارل بارث (Barth)
وإميل برونر (Brunner)
ورينولد نيبهر (Niebuhr)
ناپیژندل شوی مخ